أنه لما دخل علي ع الكوفة دخل عليه حكيم من العرب فقال و الله
يا أمير المؤمنين لقد زينت الخلافة و ما زينتك و رفعتها و ما رفعتك و هي كانت أحوج
إليك منك إليها انتهى و أما ما ذكره من البشارة لهم بالثواب في دار القرار فإن
أشار به إلى حديث بشارة العشرة فهو موضوع لا يصح إلا في واحد منهم عليه السلام كما
سيأتي بيانه و إن أشار به إلى غيره من الأحاديث فلعل بعد ظهور صحته يكون بشارة
الثواب فيه مشروطا بشروطه
كما روي عن مولانا
الرضا ع أنه لما سئل عن صحة رواية قوله ص من قال لا إله إلا الله وجبت له الجنة
فقال نعم بشروطها و أنا من شروطها.
أي من جملة شروطها
الاعتقاد بإمامتي و وجوب طاعتي
[بيان أن الصحابي
كغيره في أنه لا يثبت إيمانه إلا بحجة]
و الحاصل أنه لا يتحتم
بمجرد الصحابية الحكم بالإيمان و العدالة و حسن الظن فيهم و استيهالهم للاقتداء
بهم و الاستهداء منهم و ذلك لأنه لا ريب في أن الصحابي من لقي النبي ص مؤمنا به و
موته على الإسلام و أن الإيمان و العدالة مكسبان و ليسا طبعيين جبليين فالصحابي كغيره
في أنه لا يثبت إيمانه إلا بحجة لكن قد جازف أهل السنة كل المجازفة فحكموا بعدالة
كل الصحابة من لابس منهم الفتن و من لم يلابس و قد كان فيهم المقهورون على الإسلام
و الداخلون على غير بصيرة و الشكاك كما وقع من فلتات ألسنتهم كثيرا و كان فيهم
شاربوا الخمر و قاتلوا النفس و سارقوا الرداء و غيرها من المناكير بل كان فيهم
المنافقون كما أخبر به الباري جل ثناؤه و رواه البخاري في صحيحه و غيره في غيره و
كانوا في عهده ص ساكنين في مدينته يصحبونه و يجلسون في مجلسه و يخاطبهم و يخاطبونه
و يدعون بالصحابة و لم يكونوا بالنفاق معروفين و لا متميزين ظاهرا قال الله
سبحانه