ع عن سب الشيخين و السب مما يستعيذ منه الشيعة أيضا و لا
يجوزونه بالنسبة إلى الكافر فضلا عن المسلم و المنافق و إنما الذي جوزوه هو اللعن
على من يستحقه كما مر و فرق ما بينهما بين و أما قوله ع لعن الله من أظهر لهما إلا
الحسن الجميل فلا دليل فيه على عدم استحقاق الشيخين عنده للعن المتنازع فيه لأن
مراده بالحسن الجميل ما هو اللائق بهما عند الله و إن كان طعنا أو لعنا ضرورة أن
الحسن الجميل بحال الجبت و الطاغوت و فرعون و نمرود ليس إلا مثل ذلك ثم لا يخفى أن
قوله ثم أرسل إلى ابن سبإ فسيره إلى المدائن إلى آخره يدل على أنه إنما سيره لأجل
سبه أبا بكر و عمر و قوله بعيد ذلك أنه أخرجه مع طائفة لما ادعوا فيه الإلهية يدل
على أن التسيير و الإخراج لأجل ادعائهم الألوهية فيه ع فهما متناقضان و هذا من أجل
آيات الوضع في الخبر فتدبر.
[في ادعاء ابن حجر أن
ليس للشيعة رواية و لا دراية و نصيحته لهم بزعمه]
قال
و أخرج الدارقطني من
طرق أن عليا بلغه أن رجلا يعيب أبا بكر و عمر فأحضره و عرض له بعيبهما لعله
يعترف ففطن فقال له أما و الذي بعث محمدا ص بالحق إن لو سمعت منك الذي بلغني أو
الذي نبئت عنك أو الذي ثبت عليك ببينة لأفعلن بك كذا و كذا.
إذا تقرر ذلك فاللائق
بأهل البيت النبوي اتباع سلفهم في ذلك و الإعراض عما يوشيه إليه الرافضة و غلاة
الشيعة من قبيح الجهل و الغباوة و العناد فالحذر الحذر عما يلقونه إليهم من أن كل
من اعتقد تفضيل أبي بكر على علي كان كافرا لأن مرادهم بذلك أن يقرروا عندهم تكفير
الأمة من الصحابة و التابعين و من بعدهم من أئمة الدين و علماء الشريعة و عوامهم و
أنه لا مؤمن غيرهم و هذا مؤد إلى هدم قواعد الشريعة من أصلها و إلغاء العمل بكتب
السنة و ما جاء عن النبي ص و عن صحابته و أهل بيته إذ الراوي لجميع آثارهم و
أخبارهم