أهل السنة و أشار إليه معاوية فيما كتبه إلى علي ع و يقول فيه
إنك كنت تقاد كما يقاد الجمل المخشوش حتى تبايع يعيره و يؤنبه أنه لم يبايع طوعا و
لا رضي ببيعة أبي بكر بل استكره عليها خاضعا ذليلا كالجمل إذا لم يعبر على قنطرة و
شبهها فإنه يكره و يخش بالرماح و غيرها ليعبر كرها
فكتب إليه علي ع في
الجواب عن هذا ما هذا لفظه كما في نهج البلاغة قلت إني كنت أقاد كما يقاد الجمل
المخشوش حتى أبايع و لعمر الله لقد أردت أن تذم فمدحت و أن تفضح فافتضحت و ما على
المسلم من غضاضة في أن يكون مظلوما ما لم يكن شاكا في دينه أو مرتابا بيقينه و هذه
حجتي إلى غيرك قصدها و لكني أطلقت لك منها بقدر ما سنح من ذكرها.
انتهى و أما ما ذكره من
حصر عمر لفاطمة ع فهو مما نقله محمد بن عبد الكريم الشهرستاني الأشعري في كتاب
الملل و النحل عن النظام المعتزلي المشارك مع جمهور أهل السنة في تصحيح خلافة أبي
بكر فلعل الشيعة احتجوا بذلك إلزاما على أهل العناد و الإنكار فاندفع العار و
البوار عن الأئمة الأطهار و إنما العار و الشنار على من فر في مبارزة آحاد الكفار
و ولى الدبر في خيبر و أحد و حنين بلا مبالاة عن لحوق العار و خوف عن دخول النار.
[في اختلاف علماء أهل
السنة في حكم من سب الصحابة]
قال خاتمة قال شيخ
الإسلام مجتهد عصره التقي السبكي كنت بالجامع الأموي ظهر يوم الإثنين سادس عشر
جمادى الأولى سنة خمس و خمسين و سبعمائة فأحضر إلي شخص شق صفوف المسلمين في الجامع
و هم يصلون الظهر و لم يصل و هو يقول لعن الله من ظلم آل محمد و قد تكرر منه ذلك
فسألته من هو فقال أبو بكر قلت أبو بكر الصديق قال أبو بكر و عمر و عثمان و معاوية
و يزيد فأمرت بسجنه و جعل غل في عنقه ثم أخذه القاضي المالكي فضربه و هو مصر على
ذلك و زاد فقال إن فلانا عدو الله