قال في حقها ع فاطمة بضعة مني من آذاها فقد آذاني و من آذاني
فقد آذى الله.
و في رواية
من أغضبها فقد أغضبني.
و في رواية
يريبني ما رابها.
و أمثالها كثيرة فلو فرض
عدم عصمتها لجاز عليها صدور معصية موجبة للحد أو التعزير عليها و لا ريب في
إيذائها حينئذ بذلك و هو منهي عنه لما عرفت من أن إيذاءها إيذاء الله تعالى و
رسوله فلو لم تكن معصومة لزم جواز إيذائها بالحد و التعزير فلزم أن يكون إيذاؤها ع
منهيا عنه و جائزا هذا خلف فسقط جميع ما نسجه في نفي دلالة الحديث على عصمتها ع و
بعبارة أخرى نقول لا شك أن هذه الأحاديث جاءت في باب مناقبها و فضلها ع و من و ما
من ألفاظ العموم كما تقرر في الأصول فلو كانت تغضب و تتأذى بالباطل كما احتمله
الناصبة في مقام التأويل لما جاز من النبي ص أن يغضب لها و لو أمكن صدور الباطل
منها لما ساغ من النبي ص إطلاق لفظ الغضب بل كان يجب أن يقيده و على هذا لم يبق
لها مزية على غيرها إذ يجب عليه أن يغضب لكل مسلم بل و لكل كتابي إذا أغضب بغير حق
فلم يبق إلا أن غضبها مطلقا يغضبه ص و ذلك دليل على عصمتها ع و أنها لا يصدر عنها
غضب إلا و هو حق و كذلك القول في حق بعلها ع
لأن النبي ص دعا له
على القطع في قوله اللهم وال من والاه و عاد من عاداه و انصر من نصره و اخذل من
خذله.
و مثله إخبار النبي ص
على القطع و هو
قوله يدور الحق
معه حيثما دار.
و قوله علي مع الحق
و الحق مع علي.
و قوله من اقتدى
بعلي فقد اهتدى.
كما ذكره فخر الدين
الرازي في تفسير الفاتحة و كذلك آية التطهير تدل على عصمة أهل البيت جميعهم كما
أوضحناها سابقا
[في بعض الاعتراضات
الواردة على أبي بكر في قضية فدك]
و أما ما ذكره من أن
دعواها أنه نحلها فدكا لم تأت عليها إلا بعلي و أم أيمن فلم يكمل نصاب البينة إلى
آخره فمدخول بأن الحكم