ومن كلام له عليه السلام في ملاك أمر المجتمع وما يعصمهم عن الزلل ويحصن أعراضهم
قال إبن دريد: أخبرنا الجرموزي، عن إبن المهلبي، عن إبن الكلبي، عن شدار بن إبراهيم، عن عبيد الله بن الحسن العنبري [1] عن إبن عرادة، قال: كان علي بن أبي طالب عليه السلام يعشي الناس في شهر رمضان باللحم [2] ولا يتعشى معهم، فإذا فرغوا خطبهم ووعظهم، فأفاضوا ليلة في الشعراء وهم على عشائهم، فلما فرغوا خطبهم عليه السلام، وقال وفي خطبيته: إعلموا إن ملاك أمركم الدين [3] وعصمتكم التقوى، وزينتكم الأدب، وحصون أعراضكم الحلم.
ثم قال: يا أبا الأسود: فيما كنتم تفيضون فيه أي الشعراء أشعر ؟ فقال: يا أمير المؤمنين الذي يقول: ولقد أغتذي يدافع ركني أعوجي ذو ميعة إضريج
[1] كذا في الاصل الحاكي، وفي ترجمة أبي داود، من الأغاني: حدثنا شداد بن عبيد الله، قال: حدثنى عبد الله بن الحر العنزي القاضي، عن أبي عرادة الخ.
[2] يقال: (عشى الرجل تعشية وأعشاه أعشاء): أطعمه العشاء - على زنة سماء -: طعام العشي.
[3] ملاك الأمر - بفتح الميم وكسرها -: قوام الأمر الذي يملك به.