responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : السعادة نویسنده : المحمودي، الشيخ محمد باقر    جلد : 2  صفحه : 306

إخوان عبدة الأوثان، وجنود الشيطان، وخصماء الرحمان، وهم قدرية هذه الأمة ومجوسها ! ! ! ولكن الله تعالى أمر بالخير تخييرا، ونهى عن الشر تحذيرا [4]


= إلا كونه محلا له، ككون الجوهر محلا للعرض وكون الجسم محلا للإبعاد وكون الماء باردا مرطوبا وكون النار مضيئا محرقا، وعليه فلا يصح إطلاق المحسن والمسئ أيضا على المحل إذ المحسن هو فاعل الإحسان، والمذنب هو الأتي بالذنب والفرض إنهما غير فاعلان، والفاعل هو القضاء والقدر فإذا القدر هو المحسن والمسئ أيضا على المحل إذ المحسن هو فاعل الإحسان، والمذنب هو الآتي بالذنب والفرض إنهم غير فاعلان، والفاعل هو القضاء والقدر فإذا القدر هو المحسن والمسئ لاغير.

وهذا عين بطلان الثواب والعقاب، وإجتثاث الشرائع من أسها ! ! ! وهو مقال إخوان عبدة الأوثان وهم الدهريين المنكرين لشرائع.

ولكن عمل العقلاء قاطبة وفطرتهم - حتى الدهريين - على خلاف هذا المقال فأتصل في عصرنا هذا بأي جيل تشاء فأنك تراهم يجرون أحكام الإجراء على المفسد وإحكام الإنعام والإفضال على المصلح بلا تريث منهم وإن نطق أحد الفريقين بأن الفعل من القضاء والقدر يضحكون منه بل يغضبون عليه أشد غضب ! ! ! (4) أي إنما أمر الله تعالى بالخير ونهى عن الشر لأجل تفضيل المأمورين على غيرهم وإخراجهم عن مرتبة البهيمية المهملة الى مرتبة التقيد بالمصالح والتخلق بالفضائل ولأجل تحذيرهم عن الوقوع في الشرور ومضارها.

يقال: خير الشئ على غيره فضله عليه.

أو إنه تعالى أمرهم بالخير أمر تخيير أي لا أمر قسر وإلجاء ونهاهم عن الشر نهي تحذير وإحتراز لا نهي إجبار ورافع للأختيار، أو إنه أمرهم بالخير لأن يختاروه ويكون أمره داعيا له الى إختياره ونهاهم عن الشر كي يحذروه ويكون نهيه من بواعث تجنبهم عن الشرور،

نام کتاب : السعادة نویسنده : المحمودي، الشيخ محمد باقر    جلد : 2  صفحه : 306
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست