ومن خطبه له عليه السلام في ليلة الهرير أو في صبيحتها نصر بن مزاحم (ره) عن عمر بن سعد (الأسدي) قال: حدثني إبو ضرار، عن عمار بن ربيعة، قال: (لما رأى الأشتر رحمه الله إن أكثر الناس ملوا عن الإقدام الى أهل الشام خرج يسير في الكتائب ويقول: (ألا من يشري نفسه لله ويقاتل مع الأشتر حتى يظهر أو يلحق بالله) فلا يزال الرجل من الناس يخرج إليه كي يقاتل معه، قال إبن ربيعة: ف) مر بي والله الأشتر (وهو يقول تلك الكلمات [1] ف) أقبلت معه حتى رجع الى المكان الذي كان به، فقام في أصحابه فقال: شدوا فدى لكم عمى وخالي شدد ترضون بها الله، وتعزون بها الدين، فإذا شددتم فشدوا.
ثم نزل وضرب وجه دابته ثم قال لصاحب رايته: إقدم.
فأقدم بها، ثم شد على القوم وشد معه أصحابه فضرب أهل الشام حتى إنتهى بهم الى عسكرهم، ثم إنهم قاتلوا عند العسكر قتالا فقتل صاحب رايته.
وأخذ علي - لما رأى
[1] بين المعقوفات مأخوذ من رواية تقدم بعضها في المختار المتقدم، وإنما أدرجناه في هذه الرواية ليستعلم منه حال عمار بن ربيعة.