وأشهد أن محمدا عبده ورسوله المقر في خير مستقر، المتناسخ من أكارم الأصلاب [1] ومطهرات الأرحام، المخرج من أكرم المعادن محتدا، وأفضل المنابت منبتا، من أمنع ذروة وأعز ارومة [2] من الشجرة التي صاغ الله منها أنبياءه، وأنتخب منها أمناءه [3] الطيبة العود المعتدلة العمود، الباسقة الفروع الناضرة الغصون، اليانعة الثمار الكريمة الحشاء [4].
[1] (المقر) على صيغة المفعول. و (خير مستقر) المرء به أما عالم الأرواح أو الأصلاب الطاهرة أو أعلى عليين بعد الوفاة. و (المتناسخ): المنتقل والمستخرج. و (اكارم): جمع: أكرم.
[3] ومثله في المختار: (90) من نهج البلاغة. قال المجلسي (ره): والمراد بالشجرة الأبراهيمية ثم القريشية ثم الهاشمية.
[4] الباسقة: الطويلة من قولهم: (بسق النخل - من باب نصر وقعد - بسوقا): طالت أغصانه وأرتفعت. أو طال وأرتفع هو بنفسه، ومنه قوله تعالى في الآيات (10) من سورة (ق): (والنخل باسقات لها طلع نضيد). والناضرة: المخضرة. الجميلة. واليانعة - النضيجة التي بلغت منها كما لها وحد اعتدالها. والحشاء - كسماء -: ما أنضمت عليه الضلوع. ما في البطن، والجمع أحشاء. ويقال: فلان في حشا السلطان أي في كنفه وحمايته. وفلان خير الناس حشا أي رعاية.