واتضاع وافتقار له تعالى كما قال العلامة الفقيد الاميني رحمه الله: " والانسب بالسجدة التي ان هي الا التصاغر والتذلل تجاه عظمة المولى سبحانه ووجاه كبريائه: ان تتخذ الارض لديها مسجدا يعفر المصلي بها خده ويرغم انفه لتذكر الساجد لله طينته الوضيعة الخسيسة التي خلق منها واليها يعود ومنها يعاد تارة أخرى حتى يتعظ بها ويكون على ذكر من وضاعة اصله ليتأتى له خضوع روحي وذل في الباطن وانحطاط في النفس واندفاع في الجوارح إلى العبودية وتقاعس عن الترفع والانانية ويكون على بصيرة من ان المخلوق من التراب حقيق وخليق بالذل والمسكنة ليس الا. ولا توجد هذه الاسرار قط وقط في المنسوج من الصوف والديباج والحرير وامثاله من وسائل الدعة والراحة مما يرى للانسان عظمة في نفسه وحرمة وكرامة ومقاما لديه ويكون له ترفعا وتجبرا واستعلاء وينسلخ عند ذلك من الخضوع والخشوع [1]. وقد تقدم في روايات أهل البيت عليهم السلام بيان حكمة وجوب السجود على الارض حيث قال الامام أبو عبد الله جعفر بن محمد عليهما السلام: (لان السجود هو الخضوع لله عزوجل، فلا ينبغي أن يكون على ما يؤكل ويلبس، لان أبناء الدنيا عبيد ما ياكلون ويلبسون... (الحديث) وهذه هي حكمة خلق الله سبحانه للانسان حيث قال عز من قائل: (وما خلقت الجن والانس الا ليعبدو ن). [1] سيرتنا ص 12 - 126.