ولا تخفى على من له ادنى حظ من الحديث والتاريخ فضائله (ع) المأثورة عن الرسول (ص) في أئمة اهل البيت (ع) اجمع وفيه خاصة، فاي مانع من تشريف الله تعالى له وتكريمه إياه بتفضيل السجود على تربته. قال العلامة كاشف الغطاء رحمة الله عليه في كتابه " الارض والتربة الحسينية " في بيان حكمة ايجاب السجود على الارض واستحباب السجود على التربة الشريفة: ولعل السر في الزام الشيعة الامامية (استحبابا) بالسجود على التربة الحسينية، مضافا إلى ما ورد في فضلها (ايعاز إلى ما مر من الاحاديث) ومضافا إلى انها اسلم من حيث النظافة والنزاهة من السجود على سائر الاراضي وما يطرح عليها من الفرش والبواري والحصر الملوثة والمملوءة غالبا من الغبار والميكروبات الكامنة فيها، مضافا إلى كل ذلك فلعله من جهة الاغراض العالية والمقاصد السامية أن يتذكر المصلي حين يضع جبهته على تلك التربة تضحية ذلك الامام نفسه وآل بيته والصفوة من اصحابه في سبيل العقيدة والمبدأ وتحطيم الجور والفساد والظلم والاستبداد. ولما كان السجود اعظم اركان الصلاة، وفي الحديث " أقرب ما يكون العبد إلى ربه حال سجوده " فإنه مناسب أن يتذكر بوضع جبهته على تلك التربة الزاكية اولئك الذين جعلوا اجسامهم ضحايا للحق وارتفعت ارواحهم إلى الملأ الاعلى ليخشع ويخضع ويتلازم الوضع والرفع ويحتقر هذه الدنيا الزائفة وزخارفها الزائلة ولعل هذا هو المقصود من ان السجود عليها تخرق الحجب السبع كما في الخبر، فيكون حينئذ في السجود سر الصود والعروج من التراب