والنفوس العاقلة السماوية اشباحا مصورة منطبعة في حسه المشترك على سبيل الانحدار إليه من سبيل الباطن ومن عالم الملكوت فيراها متمثلة حاضرة ويسمع منها كلاما مرتبا منظوما من دون التأدية من مسلك الجليدية وسبيل الصماخ واذ للعقل الفعال زيادة اختصاص واعتناء بالرشح على ما في عالم العناصر فاكثر ما يتفق ذلك له من تلقائه فيتمثل له ويخاطبه ويسمعه كلاما مسموعا منظوما يحفظ ويتلى ويكون هو من قبل الله تعالى وملئكته المقربين لا من شخص انسانى ولا من حيوان ارضى فهذا حقيقة الوحى على ما قد ادت إليه الاصول العقلية والقوانين الحكمية والله عنده علم الكتاب وكنه الحكمة وسر الغيب وملكوت الحقيقة ثم ان للوحي مراتب مختلفة وضروبا متنوعة بحسب اختلاف احوال النفس ومقاماتها واحايينها واوقاتها فمن المتكرر الثابت في الحديث انه كثيرا ما كان يرى جبرئيل ع وهو متشح له في صورة دحية الكلبى وفيه ان الحارث بن هشام رض سأل رسول الله صلى الله عليه واله كيف يأتيك الوحى قال احيانا يأتيني مثل صلصلة الجرس و هو اشد على فيفصم عنى وقد وعيت عنه ما قال واحيانا يمثل إلى الملك رجلا فيكلمني فاعى ما يقول الصلصلة صوت الحديد إذا حرك ويفصم على صيغة الفاعل من باب الافعال أي يقلع يق افصم المطر إذا اقلع انقلع وانكشف وقد ورد فيه ايضا ان جبرئيل ع اتى النبي صلى الله عليه واله مرة في صورته الخاصة كانه طبق الخافقين معناه في صورة ذاته المجردة السوائية النسبة إلى المشرق والمغرب والماضي والمستقبل وبالجملة إلى الاحياز والاوضاع والازمنة والامكنة والجهات والابعاد جميعا فاذن ليس له تخصص