و في الجمع بين الصحيحين من مسند انس بن مالك [1] قال: قال النبي (صلى اللّه عليه و آله): ليردن علي الحوض رجال ممن صاحبني، حتّى إذا رأيتهم، و رفعوا الي رؤوسهم، اختلجوا، فأقول: أي رب!! أصحابي أصحابي، فليقالنّ لي: انك لا تدري ما أحدثوا بعدك [51]».

و إذا كان حال الصحابة، مع انّهم صدر الأوّل في الإسلام و لهم السابقة فيه فكيف حال غيرهم؟!!

(ب) و امّا المسائل الفروعيّة

[52]: فقد خفف اللّه تعالى عن عباده فيها بقبول التقليد للحقّ، فقال عز من قائل فَلَوْ لٰا نَفَرَ مِنْ كُلِّ فِرْقَةٍ مِنْهُمْ طٰائِفَةٌ لِيَتَفَقَّهُوا فِي الدِّينِ وَ لِيُنْذِرُوا قَوْمَهُمْ إِذٰا رَجَعُوا إِلَيْهِمْ لَعَلَّهُمْ يَحْذَرُونَ [53].

[1] انس بن مالك بن النضر النجاري الخزرجيّ الأنصاري: صاحب رسول اللّه [(صلى اللّه عليه و آله)] و خادمه.

روى عنه البخاريّ و مسلم 2286 حديثا. مولده بالمدينة، ثمَّ رحل الى دمشق، و منها إلى البصرة. فمات فيها عام 93 ه.

الاعلام: 1- 365- 366.

[51] ينظر: صحيح مسلم: ج 4 ص 1800، كتاب الفضائل، حديث 40، و صحيح البخاري- طبعة الهند-:

2- 976.

[52] الأمر هنا كالذي قلناه في ص 9.

[53] سورة التوبة، الآية 122.