منعا ولا كراهة ، ولا ريبة ولا شبهة ، ولا يحتاطون أصلا ومطلقا ، وإن كان
ديدنهم التجنّب عن الشبهة ، مثل أنّهم لا يشربون التتن في الصوم ، وإن كان الصوم
مستحبّا ، وترك الشرب مضرّا في الجملة ، مع كون تركهم إيّاه في غاية المشقّة ، ويورث
اختلال دماغ وتشويش ذهن بالنسبة إلى الصلاة وغيرها من العبادات ، هذه وغيرها من
الشبهات الّتي هي أدون منها شبهة ، وربّما كان الأمر فيها في غاية السهولة ، ولا
يحتاطون في القرض المذكور ونفعه.
مع أنّ درهما
من الربا أشدّ عند الله من سبعين زنية كلّها بذات محرم ـ مثل الامّ والأخت والخالة
والعمّة ـ في جوف الكعبة [١]. إلى غير ذلك من التهديدات البالغة والتخويفات الهائلة
، حتّى أنه تعالى في القرآن ما اكتفى بتحذير ، أو تحذيرين ، أو ثلاثة ، أو أربعة ،
أو خمسة ، أو ستّة ، بل الّذي عثرت عليه سبع آيات.
ومن تحذيراته
فيها ، ( فَإِنْ لَمْ
تَفْعَلُوا فَأْذَنُوا بِحَرْبٍ مِنَ اللهِ وَرَسُولِهِ )[٢] ، ومنها ( وَمَنْ عادَ
فَأُولئِكَ أَصْحابُ النّارِ هُمْ فِيها خالِدُونَ )[٣] ، ومنها ( وَاللهُ لا يُحِبُّ
كُلَّ كَفّارٍ أَثِيمٍ )[٤].
وأمّا
الّتي في السنة ، فهي أكثر من أن تحصى ، مثل ما ورد « من أكل الربا ملأ الله بطنه [ من ]
نار جهنّم بقدر ما أكل ، وإن حصل منه بغير أكل ما قبل الله منه عملا ، ويكون دائما
في لعنة الله والملائكة ما دام معه قيراط منه » [٥] ، وما ورد
[١]لاحظ! وسائل
الشيعة : ١٨ / ١٢١ الحديثين ٢٣٢٨١ و ٢٣٢٨٨.