قولهم عليهمالسلام في خصوص المقام : «
لا يدخل الشك في اليقين » [٢]
، وقولهم عليهمالسلام : « لا يجوز الصوم والإفطار بالتظنّي » [٣] ، وما ذكرت
مضمون الأخبار ، ومتنها ليس ببالي.
ومعلوم أنّ
الرؤية قبل الزوال لا تقتضي كون الهلال من الليلة الماضية قطعا ، لأنّ خروج الشعاع
إذا وقع قبل المغرب بمقدار لا يتحقّق الرؤية به ليلا جزما ، يرى الهلال من الغد
قبل الزوال قطعا ، بل إذا وقع خروج الشعاع عند المغرب أيضا يرى من الغد قبله قطعا
، بل إذا وقع بعد المغرب أيضا بدرجات يرى قبل الزوال قطعا ، كما لا يخفى على
المطّلع ، ولذا كثيرا ما لا يرى الهلال بلا غيم ولا غبار ولا شبهة ، ومع ذلك يرى
من الغد قبل الزوال.
والقطع حاصل
بأنّه تعالى جعل الأهلّة مواقيت للناس والحجّ ، وورد في غير واحد من الأخبار أنّ
المراد من ( مَواقِيتُ لِلنّاسِ )[٤] المواقيت لصومهم
[١]تهذيب الأحكام :
١ / ٨ الحديث ١١ ، وسائل الشيعة : ١ / ٢٤٥ الحديث ٦٣١ ، وفيهما : ( ولا تنقض اليقين أبدا بالشكّ ، وإنّما تنقضه بيقين آخر
).
[٢]تهذيب الأحكام :
٤ / ١٥٩ الحديث ١٧ ، وسائل الشيعة : ١٠ / ٢٥٥ الحديث ١٣٣٥١ ، وفيهما : ( اليقين لا
يدخل فيه الشكّ ).
[٣]الكافي : ٤ /
١٧٧ الحديث ٦ ، من لا يحضره الفقيه : ٢ / ٧٦ الحديث ٣٣٤ ، تهذيب الأحكام : ٤ / ١٥٦
الحديث ٤٣٣ ، وسائل الشيعة : ١٠ / ٢٥٢ الحديث ١٣٣٤٠ ، وفيها : ( إذا رأيتم الهلال فصوموا ، وإذا رأيتموه فأفطروا ، وليس
بالرأي ولا بالتظنّي. ).