نام کتاب : الخرائج و الجرائح نویسنده : الراوندي، قطب الدين جلد : 3 صفحه : 1053
الشاهد كذلك كان معجزا.
فإن قيل ما أنكرتم أن لا
يدل خبره عن الغائبات على صدقه لأن قوله تَبَّتْ يَدا أَبِي لَهَبٍ[1] حكم عليه
بالخسران و لو آمن لكان له أن يقول إنما أردت أن يكون ذلك حكمه إن لم يؤمن كقوله مَنْ
يُشْرِكْ بِاللَّهِ فَقَدْ حَرَّمَ اللَّهُ عَلَيْهِ الْجَنَّةَ[2] فإن المراد به
إذا مات عليه و لما لم يقل إن أبا لهب يموت على كفره كان ذلك وعيدا له كما لسائر
الكفار.
الجواب أن قوله تَبَّتْ يَدا
أَبِي لَهَبٍ مفارق لما ذكرتم لأنه خبر عن وقوع العذاب به لا محالة [و ليس
هذا من الوعيد الذي يفرق بالشريطة يدل عليه سَيَصْلى ناراً ذاتَ
لَهَبٍ[3] من حيث قطع على
دخوله النار لا محالة][4] فلما مات
على كفره كان ذلك دليلا على نبوته.
فإن قيل إخباره عن خسران
أبي لهب كان على حسب ما رأى من جده في الشرك فعمل على ما جرت به العادة في أمثاله.
قلنا كون جده فيه لا يدل
على أنه ينتقل عنه إلى غيره.
ثم إن المنجم يخبر بمائة
خبر حتى يقع واحد على ما قال صدقا و قد أخبر النبي ص نيفا و عشرين سنة و كان جميع
ما خبر به صدقا و أخبر عن ضمائر قوم و كان كما قال ص.