فإنه لا يناقض قوله وَ ما
أَرْسَلْنا قَبْلَكَ إِلَّا رِجالًا نُوحِي إِلَيْهِمْ[1] فإن معنى النبي غير
الرسول فيجوز أن يكون نبيات غير مرسلات و قيل المراد به سارة و أخت موسى و مريم و
آسية بعثهن الله لولادة البتول فاطمة إلى خديجة ليلين أمرها.
و أما هامان فلا ينكر من
أن يكون من اسمه هامان قبل فرعون و في وقته من يسمى بذلك.
و الجواب عما ذكره أخيرا
أن النبي ص قد كان يعاف[2] قول الشعر و
قد أمره الله تعالى بذلك لئلا يتوهم الكفار أن القرآن من قيله و ليخلص قلبه و
لسانه للقرآن و يصون الوحي عن صنعة الشعر لأن المشركين كانوا يقولون في القرآن إنه
شعر و هم يعلمون أنه ليس بشعر و لو كان معروفا بصنعة الشعر لنقموا عليه بذلك و
عابوه به.
و قد سئل أبو عبيدة عن
ذلك فقال هو كلام وافق وزنه وزن الشعر إلا أنه لم يقصد به الشعر و لا قاربه
بأمثاله و القليل من الكلام مما يتزن بوزن الشعر.
وَ رُوِيَ
أَنَا النَّبِيُّ لَا كَذِبَ.
وَ هَلْ أَنْتِ إِلَّا
إِصْبَعٌ دَمِيتِ.
فقد أخرج عن وزن الشعر.
فصل و ربما قالوا
إذا كان إخبار المنجمين و الكهنة قد تتفق مخبراتها كما أخبروا كذلك إخبار الأنبياء
و الأوصياء فبما ذا يعرف الفرق بينهما.
قلنا في الجواب إن إخبار
الأنبياء و أوصيائهم إنما كانت متعلقة بمخبراتها على التفصيل دون الجملة من غير أن
يكون قد اطلع عليها بتكلف معالجة و استعانة