لَبَنٍ وَ قَدْ أَلْقَتْ فِيهَا ذَلِكَ السَّمَّ فَشَرِبَهَا وَ قَالَ يَا عَدُوَّةَ اللَّهِ قَتَلْتِينِي قَتَلَكِ اللَّهُ وَ اللَّهِ لَا تُصِيبِينَ مِنِّي خَلَفاً[1] وَ لَقَدْ غَرَّكِ وَ سَخِرَ مِنْكِ وَ اللَّهُ يُخْزِيكِ وَ يُخْزِيهِ فَمَكَثَ ع يَوْمَيْنِ ثُمَّ مَضَى فَغَدَرَ مُعَاوِيَةُ بِهَا وَ لَمْ يَفِ لَهَا بِمَا عَاهَدَ[2] عَلَيْهِ[3].
8- وَ مِنْهَا:
رُوِيَ أَنَّ الصَّادِقَ ع قَالَ لَمَّا أَنْ حَضَرَتِ الْحَسَنَ بْنَ عَلِيٍّ ع الْوَفَاةُ بَكَى بُكَاءً شَدِيداً وَ قَالَ إِنِّي أَقْدَمُ عَلَى أَمْرٍ عَظِيمٍ وَ هَوْلٍ لَمْ أَقْدَمْ عَلَى مِثْلِهِ قَطُّ ثُمَّ أَوْصَى[4] أَنْ يَدْفِنُوهُ بِالْبَقِيعِ فَقَالَ يَا أَخِي احْمِلْنِي عَلَى سَرِيرِي إِلَى قَبْرِ جَدِّي رَسُولِ اللَّهِ ص لِأُجَدِّدَ بِهِ عَهْدِي ثُمَّ رُدَّنِي إِلَى قَبْرِ جَدَّتِي فَاطِمَةَ بِنْتِ أَسَدٍ فَادْفِنِّي هُنَاكَ فَسَتَعْلَمُ يَا ابْنَ أُمِّ أَنَّ الْقَوْمَ يَظُنُّونَ أَنَّكُمْ تُرِيدُونَ دَفْنِي عِنْدَ رَسُولِ اللَّهِ فَيَجْلِبُونَ[5] فِي مَنْعِكُمْ ذَلِكَ وَ بِاللَّهِ أُقْسِمُ عَلَيْكَ أَنْ لَا تُهْرِقَ فِي أَمْرِي مِحْجَمَةَ دَمٍ فَلَمَّا غَسَّلَهُ وَ كَفَّنَهُ الْحُسَيْنُ ع حَمَلَهُ عَلَى سَرِيرِهِ وَ تَوَجَّهَ بِهِ[6] إِلَى قَبْرِ جَدِّهِ رَسُولِ اللَّهِ ص لِيُجَدِّدَ بِهِ عَهْداً أَتَى مَرْوَانُ بْنُ الْحَكَمِ وَ مَنْ مَعَهُ مِنْ بَنِي أُمَيَّةَ فَقَالَ أَ يُدْفَنُ عُثْمَانُ فِي أَقْصَى الْمَدِينَةِ وَ يُدْفَنُ الْحَسَنُ مَعَ النَّبِيِّ لَا يَكُونُ ذَلِكَ أَبَداً وَ لَحِقَتْ عَائِشَةُ عَلَى بَغْلٍ وَ هِيَ تَقُولُ مَا لِي وَ لَكُمْ يَا بَنِي هَاشِمٍ تُرِيدُونَ أَنْ تُدْخِلُوا بَيْتِي مَنْ لَا أُحِبُ
[1]« لا تبصرين خيرا» ط، ه.
[2]« عاهدها» ه، ط.
[3] عنه البحار: 44/ 153 ح 23، و اثبات الهداة: 5/ 150 ح 12.
و أورده نحوه في المناقب: 3/ 175 عن الحسين بن أبي العلاء، عن جعفر بن محمّد عليهما السلام. عنه البحار: 43/ 327 ضمن ح 6.
و في ثاقب المناقب: 272( مخطوط) عن داود البرقي، عن أبي عبد اللّه عليه السلام، عنه مدينة المعاجز: 209 ح 44. و في الصراط المستقيم: 2/ 177 ح 3.
[4]« وصى» م.
[5] جلب: اجتمع جلب و أجلب القوم: ضجوا و اختلطت أصواتهم.
[6]« و كفنه حمل الحسن عليه السلام على سريره و توجه به» ط.