نام کتاب : التّوحيد نویسنده : الشيخ الصدوق جلد : 1 صفحه : 53
كل شيء خلق حجة له
ومنتسبا إليه [١]
فإن كان خلقا صامتها فحجته بالتدبير ناطقة فيه ، فقدر ما خلق ، فأحكم تقديره ،
ووضع كل شيء بلطف تدبيره موضعه ، ووجهه بجهة [٢]
فلم يبلغ منه شيء حدود منزلته [٣]
ولم يقصر دون الانتهاء إلى مشيته ، ولم يستعصب إذ أمره بالمضي إلى أرادته ، بلا
معاناة للغوب مسه [٤]
ولا مكائدة لمخالف له على أمره [٥]
فتم خلقه ، وأذعن لطاعته ، ووافى الوقت الذي أخرجه إليه إجابة لم يعترض دونها ريث
المبطئ ولا أناة المتلكئ [٦]
فأقام من
الكلام ويرجع الضمير
إلى البدائع ، وفي النهج ( وظهرت في البدائع التي أحدثها آثار صنعته وأعلام حكمته
).
[١] في نسخة ( ب ) و
( و ) و ( د ) فصار كل شيء ـ الخ ).
[٣] أي فلم يبلغ مما
خلق شيء حدود منزلة الحق تعالى ، وفي البحار وفي نسخة ( ب ) و ( و ) و ( ج ) ( فلم
يبلغ منه شيء محدود منزلته ) وفي النهج ( فلم يتعد حدود منزلته ) أي فلم يتعد شيء
حدود منزلته التي وضعها الله تعالى له ، وما في النهج أنسب بالفقرات السابقة.
[٤] قوله. ( بلا
معاناة ) متعلق بقوله : ( فقدر ما خلق ـ الخ ).
[٥] في نسخة ( ب ) (
ولا مكابدة ) بالباء الموحدة والدال. وفي نسخة ( ط ) ولا مكابرة بالباء الموحدة
والراء.
[٦] أي ووافى كل شيء
الوقت الذي أخرج ذلك الشيء إليه إجابة لأمره التكويني كإجابة السماء والأرض في
قوله تعالى : (ثم
استوى إلى السماء وهي دخان فقال لها وللأرض ائتيا طوعا أو كرها قالتا أتينا طائعين) قوله : ( لم
يعترض ـ الخ ) صفه لإجابة ، واعترض دون الشيء أي حال دونه ، والمعنى إجابة لم
يعترض دونها بطئ المبطئ ولا تأني المتوقف المتعلل ، وفي نسخة ( و ) و ( د ) وفي
حاشية نسخة ( ب ) ( ولا أناة المتكلئ ) وهو بمعنى المتأخر ، وهذا الكلام كناية عن
عدم تأخر مراده تعالى عن إرادته فإنه إذا أراد شيئا فإنما يقول له كن فيكون.
نام کتاب : التّوحيد نویسنده : الشيخ الصدوق جلد : 1 صفحه : 53