نام کتاب : التّوحيد نویسنده : الشيخ الصدوق جلد : 1 صفحه : 49
الحمد لله الذي لا يفره المنع ، ولا
يكديه الاعطاء [١]
إذ كل معط منتقص سواه ، الملئ بفوائد النعم وعوائد المزيد ، وبجوده ضمن عيالة
الخلق ، فأنهج سبيل الطلب للراغبين إليه ، فليس بما سئل أجود منه بما لم يسأل ،
وما اختلف عليه دهر فيختلف منه الحال ، ولو وهب ما تنفست عنه معادن الجبال وضحكت
عنه أصداف البحار من فلذ اللجين [٢]
وسبائك العقيان ونضائد المرجان لبعض عبيده ، لما أثر ذلك في وجوده ولا أنفد سعة ما
عنده ، ولكان عنده من ذخائر الافضال ما لا ينفذه مطالب السؤال [٣] ولا يخطر لكثرته على بال ، لأنه الجواد
الذي لا تنقصه المواهب ، ولا ينحله إلحاح الملحين [٤] ( وإنما أمره إذا أراد شيئا أن يقول له
كن فيكون ) [٥]
[١] وفريفر كوعد يعد
من الوفور بمعنى الكثرة أي لا يوجب المنع كثرة في خزائنه ، وفي نسخة ( ب ) و ( و )
و ( د ) و ( ج ) ( لا يغيره المنع ). والإكداء بمعنى الإفقار والتقليل أي لا يوجب
الاعطاء فقرا وقلة فيها.
[٢] الفلذ بكسر
الفاء وسكون اللام آخره الذال كبد البعير جمعه الأفلاذ ، وأفلاذ الأرض كنوزها ، أو
بكسر الأول وفتح الثاني جمع الفلذة بمعنى الذهب والفضة ، وفي نسخة ( د ) و ( ب )
وفي البحار بالزاي المشددة في آخر الكلمة وهو اسم جامع لجواهر الأرض كلها ،
واللجين مصغرا بمعنى الفضة.
[٤] ينحله من
الانحال أو التنحيل بمعنى الاعطاء أي لا يعطيه إلحاح الملحين شيئا يؤثر فيه ، بل
يعطي مسألة السائلين أو يمنعها حسب المصلحة ، وهذا نظير ما في آخر دعاء الجوشن
الكبير : ( يا من لا يبرمه إلحاح الملحين ) وإن كان الالحاح في السؤال لله تعالى
ممدوح كما ورد في الحديث ، وفي البحار باب جوامع التوحيد وفي نسخة ( ب ) و ( ج )
بالباء الموحدة والخاء المعجمة من البخل على بناء التفعيل أي لا يصيره بخيلا أو
على بناء الأفعال أي لا يجده بخيلا.
[٥] في حديث رواه في
آخر الباب التاسع ( أن موسى على نبينا وآله وعليه السلام سأل ربه فقال : يا رب أرني
خزائنك ، فقال تعالى : يا موسى إنما خزائني إذا أردت شيئا أن أقول له كن فيكون ).
نام کتاب : التّوحيد نویسنده : الشيخ الصدوق جلد : 1 صفحه : 49