نام کتاب : التّوحيد نویسنده : الشيخ الصدوق جلد : 1 صفحه : 43
صنع شيء كان ، إنما
قال لما شاء أن يكون : كن فكان ، ابتدع ما خلق بلا مثال سبق ، ولا تعب ولا نصب ،
وكل صانع شيء فمن شيء صنع ، والله لا من شيء صنع ما خلق ، وكل عالم فمن بعد جهل
تعلم ، والله لم يجهل ولم يتعلم ، أحاط بالأشياء علما قبل كونها فلم يزدد بكونها
علما ، علمه بها قبل أن يكونها كعلمه بعد تكوينها ، لم يكونها لشدة سلطان ، ولا خوف
من زوال ولا نقصان ، ولا استعانة على ضد مثاور [١]
ولا ند مكاثر ، ولا شريك مكائد [٢]
لكن خلائق مربوبون ، وعباد داخرون ، فسبحان الذي لا يؤده خلق ما ابتدأ ، ولا تدبير
ما برأ ، ولا من عجز ولا من فترة بما خلق اكتفى ، علم ما خلق وخلق ما علم لا
بالتفكر ، ولا بعلم حادث أصاب ما خلق ، ولا شبهة دخلت عليه فيما لم يخلق ، لكن
قضاء مبرم ، وعلم محكم ، وأمر متقن ، توحد بالربوبية ، وخص نفسه بالوحدانية ،
واستخلص المجد والثناء ، فتمجد بالتمجيد ، وتحمد بالتحميد ، وعلا عن اتخاذ الأبناء
، وتطهر وتقدس عن ملامسة النساء [٣]
وعزوجل عن مجاورة الشركاء ، فليس له فيما خلق ضد ، ولا فيما ملك ند ، ولم يشرك في
ملكه أحد [٤]
الواحد الأحد الصمد المبيد للأبد ، والوارث ، للأمد [٥] الذي لم يزل ولا يزال وحدانيا أزليا
قبل بدء الدهور وبعد
[١] المثاورة من
الثورة ، وفي البحار بالسين وهو بمعناه ، وفي نسخة ( د ) ( مشارد ) والمشاردة
بمعنى المطاردة ، وفي نسخة ( ط ) و ( ن ) « مشاور » بالشين المعجمة وهو من خطأ
النساخ ، وفي الكافي « ضد مناو » أي معاد.
[٢] في نسخة ( ب ) و
( ن ) « شريك مكابد » بالباء الموحدة والدال ، وفي الكافي « مكابر » بالباء
الموحدة والراء.
[٣] في نسخة ( ب ) و
( د ) « عن ملابسة النساء » وهو مأخوذ من الآية الكنائية.
[٥] أي المهلك
المفني للأبد والدهر فإن الدهر والزمان ليس في جنب أزليته وسرمديته إلا كان. وهو
الوارث الباقي بعد فناء الغايات ووصول النهايات ، وفي نسخة ( ج ) « المؤبد للأبد »
وفي نسخة ( ط ) و ( ن ) ليس الأبد والأمد مصدرين بلام التقوية ، وقوله : « الذي ـ
إلى قوله : ـ صرف الأمور » تفسير لهذا الذي قبله.
نام کتاب : التّوحيد نویسنده : الشيخ الصدوق جلد : 1 صفحه : 43