نام کتاب : التّوحيد نویسنده : الشيخ الصدوق جلد : 1 صفحه : 42
صفة تنال ، ولا حد
يضرب له الأمثال ، كل دون صفاته تعبير اللغات [١]
وضل هنالك تصاريف الصفات ، وحار في ملكوته عميقات مذاهب التفكير ، وانقطع دون
الرسوخ في علمه جوامع التفسير ، وحال دون غيبه المكنون حجب من الغيوب ، وتاهت في
أدني أدانيها طامحات العقول في لطيفات الأمور [٢]
فتبارك الله الذي لا يبلغه بعد الهمم ، ولا يناله غوص الفطن ، وتعالى الله الذي
ليس له وقت معدود ، ولا أجل ممدود ، ولا نعت محدود ، وسبحان الذي ليس له أول مبتدء
، ولا غاية منتهى ، ولا آخر يفنى ، سبحانه ، هو كما وصف نفسه ، والواصفون لا
يبلغون نعته ، حد الأشياء كلها عند خلقه إياها إبانة لها من شبهه وإبانة له من
شبهها ، فلم يحلل فيها فيقال : هو فيها كائن [٣]
ولم ينأ عنها فيقال : هو منها بائن ، ولم يخل منها فيقال له : أين ، لكنه سبحانه
أحاط بها علمه ، وأتقنها صنعه ، وأحصاها حفظه ، لم يعزب عنه خفيات غيوب الهوى [٤] لا غوامض مكنون ظلم الدجى ، ولا ما في
السماوات العلى والأرضين السفلى ، لكل شيء منها حافظ ورقيب ، وكل شيء منها بشيء
محيط [٥] والمحيط بما
أحاط منها الله الواحد الأحد الصمد الذي لم تغيره صروف الأزمان ولم يتكاده
[٢] أي تحيرت في
أدنى أداني الحجب العقول الطامحة المرتفعة في الأمور اللطيفة والعلوم الدقيقة.
[٣] فلم يحلل فيها
بالحلول المكيف كحلول بعض الأشياء في بعض ، فلا ينافي قوله صلوات الله عليه : (
داخل في الأشياء لا بالكيفية ). وفي موضع آخر : ( داخل في الأشياء لا كدخول شيء في
شيء ). في موضع آخر : ( داخل في الأشياء لا بالممازجة.
[٤] أي لم يعزب عنه
خفيات الأهواء الغائبة عن الادراك في صدور العالمين فإنه عليم بذات الصدور ، وفي
الكافي ( غيوب الهواء ) بالمد وهو الجو المحيط والذي فيه مما يستنشقه الحيوان.
[٥] إحاطة التأثير
والعلية لا الجسمية كما هو مقتضى وحده السياق لأن إحاطة الحق تعالى بالمحيط بالكل
ليست جسمية ، وضمير منها محتمل الرجوع إلى الأشياء وإلى السماوات والأرضين.
نام کتاب : التّوحيد نویسنده : الشيخ الصدوق جلد : 1 صفحه : 42