نام کتاب : التّوحيد نویسنده : الشيخ الصدوق جلد : 1 صفحه : 424
عن رؤوسهم [١]. ثم إبراهيم عليهالسلام خليل الرحمن حين أخذ الطيور وقطعهن
قطعا ثم وضع على كل جبل منهن جزءا ثم ناديهن فأقبلن سعيا إليه ، ثم موسى بن عمران
وأصحابه والسبعون الذين اختارهم صاروا معه إلى الجبل فقالوا له : إنك قد رأيت الله
سبحانه فأرناه كما رأيته ، فقال لهم : إني لم أره ، فقالوا : لن نؤمن لك حتى نرى
الله جهرة ، فأخذتهم الصاعقة فاحترقوا عن آخرهم وبقي موسى وحيدا ، فقال : يا رب
اخترت سبعين رجلا من بني إسرائيل فجئت بهم وأرجع وحدي ، فكيف يصدقني قومي بما
أخبرهم به ، فلو شئت أهلكتهم من قبل وإياي أفتهلكنا بما فعل السفهاء منا ، فأحياهم
الله عزوجل من بعد موتهم ، وكل شيء ذكرته لك من هذا لا تقدر على دفعه لأن التوراة
والإنجيل والزبور والفرقان قد نطقت به ، فإن كان كل من أحيى الموتى وأبرأ الأكمه
والأبرص والمجانين يتخذ ربا من دون الله فاتخذ هؤلاء كلهم أربابا ، ما تقول يا
نصراني؟! قال الجاثليق : القول قولك ولا إله إلا الله.
ثم التفت عليهالسلام
إلى رأس الجالوت فقال : يا يهودي أقبل علي أسألك بالعشر الآيات التي أنزلت على
موسى بن عمران عليهالسلام
هل تجد في التوراة مكتوبا نبأ محمد وأمته : إذا جاءت الأمة الأخيرة أتباع راكب
البعير يسبحون الرب جدا جدا تسبيحا جديدا في الكنائس الجدد ، فليفرغ بنوا إسرائيل
إليهم وإلى ملكهم لتطمئن قلوبهم ، فإن بأيديهم سيوفا ينتقمون بها من الأمم الكافرة
في أقطار الأرض ، هكذا هو في التوراة مكتوب؟! قال رأس الجالوت : نعم إنا لنجده
كذلك ، ثم قال : للجاثليق : يا نصراني كيف علمك بكتاب شعيا؟ قال : أعرفه حرفا حرفا
، قال الرضا عليهالسلام لهما :
أتعرفان هذا من كلامه : ( يا قوم إني رأيت صورة راكب الحمار لابسا جلابيب النور ،
ورأيت راكب البعير ضوؤه مثل ضوء القمر )؟ فقالا : قد قال ذلك شعيا ، قال الرضا عليهالسلام : يا نصراني هل تعرف في الإنجيل قول
عيسى : إني
[١] المشهور بين
المفسرين والمذكور في بعض الأخبار أن هذا النبي هو حزقيل ، ولا استبعاد في كون
القصتين له.
نام کتاب : التّوحيد نویسنده : الشيخ الصدوق جلد : 1 صفحه : 424