نام کتاب : التّوحيد نویسنده : الشيخ الصدوق جلد : 1 صفحه : 398
٦٢ ـ باب إن الله تعالى
لا يفعل بعباده إلا الأصلح
لهم
١ ـ أخبرني أبو الحسين طاهر بن محمد بن
يونس بن حياة [١]
الفقيه ببلخ ، قال :
مسجده إذ دخل عليه
رجل من اليهود فقال : يا محمد إلى ما تدعو؟ قال : إلى شهادة أن لا إله إلا الله
وأني رسول الله ، قال : يا محمد أخبرني عن هذا الرب الذي تدعو إلى وحدانيته وتزعم
أنك رسوله كيف هو ، قال : يا يهودي إن ربي لا يوصف بالكيف لأن الكيف مخلوق وهو
مكيفه ، قال : فأين هو؟ قال : إن ربي لا يوصف بالأين لأن الأين مخلوق وهو أينه ،
قال : فهل رأيته يا محمد؟ قال : إنه لا يرى بالأبصار ولا يدرك بالأوهام ، قال :
فبأي شيء نعلم أنه موجود؟ قال : بآياته وأعلامه ، قال : فهل يحمل العرش أم العرش
يحمله؟ فقال : يا يهودي إن ربي ليس بحال ولا محل ، قال : فكيف خروج الأمر منه؟ قال
: باحداث الخطاب في المحال ، قال : يا محمد أليس الخلق كله له؟! قال : بلى ، قال :
فبأي شيء اصطفى منهم قوما لرسالته؟ قال : بسبقهم إلى الاقرار بربوبيته ، قال : فلم
زعمت إنك أفضلهم؟ قال : لأني أسبقهم إلى الاقرار بربي عزوجل ، قال : فأخبرني عن
ربك هل يفعل الظلم؟ قال : لا ، قال : ولم؟ قال : لعلمه بقبحه واستغنائه عنه ، قال
: فهل أنزل عليك في ذلك قرآنا يتلى؟ قال : نعم ، أنه يقول عزوجل : (وما ربك بظلام للعبيد) ، ويقول : (
إن الله لا يظلم الناس شيئا ولكن الناس أنفسهم يظلمون ) ويقول : ( وما الله يريد
ظلما للعالمين ) ويقول : ( وما الله يريد ظلما للعباد ) قال اليهودي : يا محمد فإن
زعمت أن ربك لا يظلم فكيف أغرق قوم نوح عليهالسلام
وفيهم الأطفال؟ فقال : يا يهودي إن الله عزوجل أعقم أرحام نساء قوم نوح أربعين
عاما فأغرقهم حين أغرقهم ولا طفل فيهم ، وما كان الله ليهلك الذرية بذنوب آبائهم ،
تعالى عن الظلم والجور علوا كبيرا ، قال اليهودي : فإن كان ربك لا يظلم فكيف يخلد
في النار أبد الآبدين من لم يعصه إلا أياما معدودة؟ قال : يخلده على نيته ، فمن
علم الله نيته أنه لو بقي في الدنيا إلى انقضائها كان يعصي الله عزوجل خلده في
ناره على نيته ، ونيته