نام کتاب : التّوحيد نویسنده : الشيخ الصدوق جلد : 1 صفحه : 357
٤ ـ أبي رحمهالله
قال : حدثنا سعد بن عبد الله ، عن أحمد بن محمد بن خالد ، عن أبيه ، عن النضر بن
سويد ، عن يحيى بن عمران الحلبي ، عن معلى أبي عثمان [١] عن علي بن حنظلة ، عن أبي عبد الله عليهالسلام أنه قال : يسلك بالسعيد طريق الأشقياء
حتى يقول الناس : ما أشبهه بهم بل هو منهم ثم يتداركه السعادة ، وقد يسلك بالشقي
طريق السعداء حتى يقول الناس : ما أشبهه بهم بل هو منهم ثم يتداركه الشقاء. إن من
علمه الله تعالى سعيدا وإن لم يبق من الدنيا إلا فواق ناقة ختم له بالسعادة. [٢]
٥ ـ حدثنا محمد بن الحسن بن أحمد بن
الوليد رحمهالله ، قال :
حدثنا محمد بن الحسن الصفار ، عن يعقوب بن يزيد ، عن صفوان بن يحيى ، عن منصور بن
حازم ، عن أبي عبد الله عليهالسلام
، قال : إن الله عزوجل خلق السعاة والشقاوة قبل أن يخلق خلقه [٣] فمن علمه الله سعيدا لم يبغضه أبدا ،
وإن عمل شرا أبغض عمله ولم
أقول : وله معنى آخر مذكور في
بعض الأخبار ، وهو أن ملك الأرحام يكتب له بإذن الله بين عينيه أنه سعيد أم شقي
وهو في بطن أمه ، ومعنى آخر أن المراد بالأم دار الدنيا فإنه كما يولد من بطن أمه
إلى الدنيا يولد من الدنيا إلى الآخرة فإحديهما حاصلة له في الدنيا بأعماله.
[١] هو أبو عثمان
معلى بن عثمان الأحول الكوفي الثقة الذي روي عن أبي عبد الله عليهالسلام بلا واسطة أيضا ، وفي نسخة ( و ) و ( هـ
) عن معلى بن عثمان ، وأما معلى بن أبي عثمان كما في بعض النسخ فالظاهر أنه خطأ.
[٢] الختم بالسعادة
أو الشقاوة منوط بخير القلب وعدمه ، وهو ما أنبأ عنه في قوله تعالى : (لو علم الله فيهم خيرا
لأسمعهم)
وقوله : ( إن يعلم الله في قلوبكم خيرا يؤتكم خيرا ) وهذا الخير هو ميل القلب إلى
الحق وحبه له كائنا ما كان وإن لم يعرف مصداقه واشتبه عليه الباطل به ، فإن على
الله الهدى إن علم ذلك من عبده.
[٣] في الكافي : (
فمن خلقه الله سعيدا لم يبغضه أبدا ـ الخ ) ( وإن كان شقيا لم يحبه أبدا ـ الخ )
أقول : لا شبهة أن السعادة التي هي الفوز بالمطلوب والشقاوة التي هي الحرمان
نام کتاب : التّوحيد نویسنده : الشيخ الصدوق جلد : 1 صفحه : 357