responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : التّوحيد نویسنده : الشيخ الصدوق    جلد : 1  صفحه : 358

يبغضه ، وإن كان علمه شقيا لم يحبه أبدا ، وإن عمل صالحا أحب عمله وأبغضه لما يصير إليه ، فإذا أحب الله شيئا لم يبغضه أبدا ، وإذا أبغض شيئا لم يحبه أبداً.

٦ ـ حدثنا محمد بن الحسن بن أحمد بن الوليد رحمه‌الله ، قال : حدثنا محمد بن الحسن الصفار ، وسعد بن عبد الله جميعا ، قالا : حدثنا أيوب بن نوح ، عن محمد بن أبي عمير ، عن هشام بن سالم ، عن أبي عبد الله عليه‌السلام في قول الله عزوجل : ( واعلموا أن الله يحول بين المرء وقلبه ) [١] قال : يحول بينه وبين أن يعلم أن الباطل حق [٢] وقد قيل : إن الله تبارك وتعالى يحول بين المرء وقلبه بالموت [٣] وقال أبو عبد الله عليه‌السلام : إن الله تبارك وتعالى ينقل العبد من الشقاء إلى السعادة ولا ينقله من السعادة إلى الشقاء. [٤]


عنه لاحقتان بالعبد إثر عقيدته وعمله كما صرح به في الحديث الأول ، فمعنى خلقهما قبل خلق الخلق خلق عللهما وأن لا تتم إلا باختيار العبد ، أو المعنى أنه تعالى خلقهما بخلق الإنسان الذي هو موضوعهما في العوالم السالفة كالميثاق والأرواح قبل أن يخلقه خلقة هذه النشأة ، أو معنى خلقهما تقديرهما في ألواح التقدير لا إيجادهما في موضوعهما.

[١] الأنفال : ٢٤.

[٢] وكذا أن يعلم أن الحق باطل ، وهذا عام لكل أحد من الناس ، وذلك لأن اليقين من صنع الرب تعالى ، ولا يصنع في عبده اليقين بما خالف الحق ، بل إما يصنع اليقين أو لا يصنع ، ولما رواه العياشي في تفسيره عن الصادق عليه‌السلام أنه قال ( لا يستيقن القلب إن الحق باطل أبدا ولا يستيقن أن الباطل حق أبدا ) فأما المخالفون للحق الآخذون الباطل مكان الحق أو الحق مكان الباطل فهم إما مستيقنون بأنفسهم جاحدون بألسنتهم أو شاكون وإن استدلوا على ما بأيديهم ، وإلا لم يتم الحجة عليهم لأن اليقين حجة بنفسه مع أن لله تعالى الحجة البالغة على جميع خلقه ، والحاصل أن متعلق يقين القلب حق أبدا ، وأما الأباطيل فهي وراء اليقين ، فمن ادعى اليقين بباطل فهو كذاب مفتر.

[٣] الظاهر أن نقل هذا القيل من الصدوق رحمه‌الله.

[٤] إن قلت : إن كان المراد بالشقاوة والسعادة بحسب ما يراه الناس فالنقل ثابت من كل منهما إلى الآخر كما نطق به الحديث وشهد به الواقع ، وإن كان المراد بهما بحسب

نام کتاب : التّوحيد نویسنده : الشيخ الصدوق    جلد : 1  صفحه : 358
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست