نام کتاب : التّوحيد نویسنده : الشيخ الصدوق جلد : 1 صفحه : 271
للحق والإسلام مع
ذلك [١] وكانت معه
امرأة تخدمه ، طال مكثها معه ، وكان يسر إليها ضعف النصرانية وضعف حجتها ، قال :
فعرفت ذلك منه ، فضرب بريهة الأمر ظهرا لبطن وأقبل يسأل فرق المسلمين والمختلفين
في الإسلام من أعلمكم؟ وأقبل يسأل عن أئمة المسلمين وعن صلحائهم وعلمائهم ، وأهل
الحجى منهم ، وكان يستقرئ فرقة فرقة لا يجد عند القوم شيئا ، وقال : لو كانت
أئمتكم أئمة على الحق لكان عندكم بعض الحق ، فوصفت له الشيعة ، ووصف له هشام بن
الحكم.
فقال يونس بن عبد الرحمن : فقال لي هشام
: بينما أنا على دكاني على باب الكرخ جالس وعندي قوم يقرؤون علي القرآن فإذا أنا
بفوج النصارى معه ما بين القسيسين إلى غيرهم نحو من مائة رجل عليهم السواد
والبرانس ، والجاثليق الأكبر فيهم بريهة حتى نزلوا حول دكاني [٢] وجعل لبريهة كرسي يجلس عليه فقامت
الأساقفة والرهابنة على عصيهم ، وعلى رؤوسهم برانسهم ، فقال بريهة : ما بقي من
المسلمين أحد ممن يذكر بالعلم بالكلام إلا وقد ناظرته في النصرانية فما عندهم شيء
وقد جئت أناظرك في الإسلام ، قال : فضحك هشام فقال : يا بريهة إن كنت تريد مني
آيات كآيات المسيح فليس أنا بالمسيح ولا مثله ولا أدانيه ، ذاك روح طيبة خميصة [٣] مرتفعة ، آياته ظاهرة ، وعلاماته قائمة
، قال بريهة : فأعجبني الكلام والوصف.
قال هشام : إن أردت الحجاج فههنا ، قال
بريهة : نعم فإني أسألك ما نسبة نبيكم هذا من المسيح نسبة الأبدان؟ قال هشام : ابن
عم جده ( لأمه ) لأنه من ولد إسحاق ومحمد من ولد إسماعيل ، قال بريهة ، وكيف تنسبه
إلى أبيه؟ [٤]
قال هشام : إن
[١] في نسخة ( ج ) و
( ط ) ( وكان طالبا للحقوق الإسلام مع ذلك ).
[٢] في نسخة ( و ) و
( د ) ( حتى بركوا حول دكاني ).
[٣] أي خالية منزهة
من الرذائل النفسية والكدورات المادية.
[٤] أي كيف تنسبه
إلى إسحاق فسؤال استعباد ، أو كيف تنسبه إلى الله الذي هو أبوه عندنا فسؤال جدال ،
والثاني أظهر.
نام کتاب : التّوحيد نویسنده : الشيخ الصدوق جلد : 1 صفحه : 271