نام کتاب : التّوحيد نویسنده : الشيخ الصدوق جلد : 1 صفحه : 266
الله في ظلل من
الغمام والملائكة ) وقوله : ( هل ينظرون إلا أن تأتيهم الملائكة أو يأتي ربك أو
يأتي بعض آيات ربك ) فإن ذلك حق كما قال الله عزوجل ، وليس له جيئة كجيئة الخلق ،
وقد أعلمتك أن رب شيء من كتاب الله تأويله على غير تنزيله ولا يشبه كلام البشر ،
وسأنبئك بطرف منه فتكتفي إن شاء الله ، من ذلك قول إبراهيمعليهالسلام : (إني ذاهب
إلى ربي سيهدين)[١]
فذهابه إلى ربه توجهه إليه عبادة واجتهادا وقربة إلى الله عزوجل ، ألا ترى أن
تأويله غير تنزيله ، وقال (وأنزلنا
الحديد فيه بأس شديد)[٢]
يعني السلاح وغير ذلك ، وقوله : ( هل ينظرون إلا أن تأتيهم الملائكة ) يخبر محمدا [٣]صلىاللهعليهوآلهوسلم
عن المشركين والمنافقين الذين لم يستجيبوا لله وللرسول ، فقال : ( هل ينظرون إلا
أن تأتيهم الملائكة ) حيث لم يستجيبوا لله ولرسوله ( أو يأتي ربك أو يأتي بعض آيات
ربك ) يعني بذلك العذاب يأتيهم في دار الدنيا كما عذب القرون الأولى ، فهذا خبر
يخبر به النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم
عنهم ، ثم قال : ( يوم يأتي بعض آيات ربك لا ينفع نفسا إيمانها لم تكن آمنت من قبل
أو كسبت في إيمانها خيرا ) يعني من قبل أن يجيئ هذه الآية ، وهذه الآية طلوع الشمس
من مغربها ، وإنما يكتفي أولوا الألباب والحجى وأولوا النهى أن يعلموا أنه إذا
انكشف الغطاء رأوا ما يوعدون ، وقال : في آية أخرى : (فأتاهم
الله من حيث لم يحتسبوا)[٤]
يعني أرسل عليهم عذابا ، وكذلك إتيانه بنيانهم قال الله عزوجل : (فأتى الله بنيانهم من القواعد)[٥] فإتيانه بنيانهم من القواعد إرسال
العذاب عليهم ، وكذلك ما وصف من أمر الآخرة تبارك اسمه وتعالى علوا كبيرا أنه يجري
أموره في ذلك اليوم الذي كان مقداره خمسين ألف سنة كما يجري أموره في الدنيا لا
يغيب [٦] ولا يأفل مع
الآفلين ، فاكتف بما وصفت لك من ذلك مما جال