نام کتاب : التّوحيد نویسنده : الشيخ الصدوق جلد : 1 صفحه : 267
في صدرك مما وصف
الله عزوجل في كتابه ، ولا تجعل كلامه ككلام البشر ، هو أعظم وأجل وأكرم وأعز
تبارك وتعالى من أن يصفه الواصفون إلا بما وصف به نفسه في قوله عزوجل : (ليس كمثله شيء وهو السميع البصير)[١] قال : فرجت عني يا أمير المؤمنين فرج
الله عنك ، وحللت عني عقدة.
فقال عليهالسلام
: وأما قوله : ( بل هم بلقاء ربهم كافرون ) وذكر الله المؤمنين ( الذين يظنون أنهم
ملاقوا ربهم ) وقوله لغيرهم : (إلى يوم
يلقونه بما أخلفوا الله ما وعدوه)[٢] وقوله : ( فمن كان يرجوا لقاء ربه
فليعمل عملا صالحا ) فأما قوله : ( بل هم بلقاء ربهم كافرون ) يعني البعث فسماه
الله عزوجل لقاءه ، وكذلك ذكر المؤمنين ( الذين يظنون أنهم ملاقوا ربهم ) يعني
يوقنون أنهم يبعثون ويحشرون ويحاسبون ويجزون بالثواب والعقاب ، فالظن ههنا اليقين
خاصة ، وكذلك قوله : ( فمن كان يرجوا لقاء ربه فليعمل عملا صالحا ) وقوله : ( من
كان يرجوا لقاء الله فإن أجل الله لآت ) يعني : من كان يؤمن بأنه مبعوث فإن وعد
الله لآت من الثواب والعقاب ، فاللقاء ههنا ليس بالرؤية ، واللقاء هو البعث ، فافهم
جميع ما في الكتاب من لقائه فإنه يعني بذلك البعث ، وكذلك قوله : ( تحيتهم يوم
يلقونه سلام ) يعني أنه لا يزول الإيمان عن قلوبهم يوم يبعثون ، قال : فرجت عني يا
أمير المؤمنين فرج الله عنك ، فقد حللت عني عقدة.
فقال عليهالسلام
: وأما قوله : ( ورأى المجرمون النار فظنوا أنهم مواقعوها ) يعني أيقنوا أنهم
داخلوها ، وكذلك قوله : ( إني ظننت أني ملاق حسابيه ) يقول إني أيقنت أني أبعث
فأحاسب ، وكذلك قوله : ( يومئذ يوفيهم الله دينهم الحق ويعلمون أن الله هو الحق
المبين ) وأما قوله للمنافقين : ( وتظنون بالله الظنونا ) فهذا الظن ظن شك وليس ظن
يقين ، والظن ظنان : ظن شك وظن يقين ، فما كان من أمر معاد من الظن فهو ظن يقين ،
وما كان من أمر الدنيا فهو ظن شك فافهم ما فسرت لك ، قال : فرجت عني يا أمير
المؤمنين فرج الله عنك.