نام کتاب : الانتصار في انفرادات الإمامية نویسنده : السيد الشريف المرتضي جلد : 1 صفحه : 556
من الأعصاب و هي التي تصل بين أطراف العظام، و لما كانت هي الواصلة بين المتفرق من الأعضاء حتى التأمت، و كان ولد البنات أولادا للجد، كما أن أولاد الابن ولد للجد و الجد جد للجميع، كان البنات في جميع ولدهن إلى الجد، و ضم الأهل و القبيلة المنسوبة إلى الجد كالبنين، و كانوا جميعا كالأعصاب التي تجمع العظام و تلائم الجسد، فوجب أن يسموا جميعا عصبة.
و ذكر أبو عمر و غلام ثعلب قال: قال ثعلب: قال ابن الأعرابي: العصبة جميع الأهل من الرجال و النساء [1]، فإن هذا هو المعروف المشهور في لغة العرب، و إن الكلالة ما عدا الوالدين و الولد من الأهل. فإذا كانت اللغة على ما ذكرناه فهي شاهد بضد ما يذهب إليه مخالفنا في العصبة.
و ليس هاهنا عرف شرعي مستقر في هذه اللفظة، لأن الاختلاف واقع في معناها، لأن في الناس من يذهب إلى أن العصبة إنما هي القرابة من جهة الأب، و فيهم من يذهب فيها إلى أن المراد بها قرابة الميت من الرجال الذين اتصلت قرابتهم به من جهة الرجال كالأخ و العم دون الأخت و العمة، و لا يجعل الرجال الذين اتصلت قرابتهم من جهة النساء عصبة كإخوة الميت لامه، و فيهم من جعل العصبة مأخوذة من التعصب و الرايات و الديوان و النصرة، و مع هذا الاختلاف لا إجماع يستقر على معناها.
على أنهم يخالفون لفظ هذا الحديث الذي يروونه، لأنهم يعطون الأخت مع البنت بالتعصيب و ليست برجل و لا ذكر كما تضمنه لفظ الحديث.
فإن قالوا: نخص هذا اللفظ إذا ورثنا الأخت مع البنت.
قلنا: ما الفرق بينكم إذا خصصتموه ببعض المواضع، و بيننا إذا فعلنا في تخصيصه مثل فعلكم، فجعلناه مستعملا فيمن خلف أختين لأم و ابن أخ و ابنة أخ لأب