نام کتاب : الانتصار في انفرادات الإمامية نویسنده : السيد الشريف المرتضي جلد : 1 صفحه : 22
إن تضح داري في عمان نائية * * * يوما علي فبالخلصاء لي دار
لو لم يكن لي جار من نزارهم * * * يحنو علي فمن قحطانهم جار
و إن يضق خلق من صاحب سئم * * * فلم تضق بي في ذي الأرض أقطار
منها: ما سرني أنني أحوي الغنى و بدا * * * في كف جاري إعسار و اقتار
منها: لا بارك الله في دار اللئام و لا * * * سالت به عند جدب العام أمطار
و الخير كلفة هذا الخلق كلهم * * * و الناس بالطبع و الأخلاق أشرار
و له غير ذلك قصائد و مقطوعات تجدها خلال الديوان.
و هو مع زهده الشديد في الدنيا و تقشفه فيها، كان ذا مقام سياسي في الدولة خطير يفوق مقام أخيه الرضي بكثير، و ذلك بفضل ما أوتي من أصالة الرأي و و فارة العلم و المال، مع عز العشيرة و كثرة الرجال و هذا ما سنتعرض لذكره بعد حين عند القول على منزلته الاجتماعية و السياسية في هذه المقدمة.
شغفه بالعلم، مدرسته العلمية، خزانة كتبه:
كان الشريف(رحمه الله) مشغوفا بالعلم منصرفا إليه بين دراسة و تدريس، محبا لتلامذته و ملازميه، حتى أنه كان يجري عليهم الجرايات الشهرية، و قد مر عليك ذكر ذلك.
و قد اتخذ من داره الواسعة مدرسة عظيمة تضم بين جدرانها ثلة من طلاب الفقه و الكلام و التفسير و اللغة و الشعر و العلوم الأخرى كعلم الفلك و الحساب و غيره حتى سميت أو سماها دار العلم و أعد له مجلسا للمناظرات فيها.
غير أن الذي هو جدير بالملاحظة و الاعتبار، أن مجلس الشريف أو مدرسته العلمية- بتعبير أصح- كانت جامعة إنسانية تلم شتات كثير من طلاب العلم و مريديه من مختلف المذاهب و النحل، دون تفرقة بين ملة و ملة أو مذهب و مذهب.
و قد مرت عليك قصة اليهودي الذي درس عليه علم النجوم- أعني الفلك- كما لم تخف عليك أيضا اتصالاته الوثيقة بأبي إسحاق الصابي الكاتب المشهور، و للمرتضى في رثائه قصيدة رائعة تعد من غرر قصائده و مطلعها:
نام کتاب : الانتصار في انفرادات الإمامية نویسنده : السيد الشريف المرتضي جلد : 1 صفحه : 22