نام کتاب : الاقتصاد الهادي إلى طريق الرشاد نویسنده : الشيخ الطوسي جلد : 1 صفحه : 91
صحيح، لان التفضل غير واجب و الانتصاف واجب فكيف تعلق بما ليس بواجب، و على هذا يجب أن يكون مستحقا في الحال لمثل ما يستحق عليه دون أن يكون المعلوم من حاله أنه لا يخرج من دار الدنيا الا و هو مستحق له على ما ذهب إليه أبو هاشم، لمثل ما قلناه من أن الانتصاف واجب و التقية ليست واجبة.
و أما ما يفعله الواحد منا بنفسه من الالام فإنه لا يستحق عليها العوض، لان من شرط المستحق أن يكون غير المستحق عليه، و ذلك لا يصح فيما بين الإنسان و نفسه، غير أنه يستحق ذما ان كان قبيحا و مدحا ان كان حسنا له مدخل في استحقاق المدح.
و ليس من شرط من يستحق عليه العوض أن يكون عاقلا، لان البهائم تستحق عليها الأعواض، لأنا بينا أن العوض على المؤلم دون الممكن، و من ألجأ غيره إلى الإضرار استحق عليه العوض سواء أضرّ بنفسه أو بغيره، لأنه في حكم ما فعله الملجئ بنفسه.
و من وضع طفلا تحت البرد حتى هلك فالعوض على الواضع دونه تعالى لأنه بتعريضه للهلاك كأنه فعل نفس الهلاك، و لذلك يذمه العقلاء على هلاك الصبي و ان كان ذلك من فعل اللّه، لأنه بتعريضه للهلاك كأنه فعل نفس الهلاك و قد ورد الخبر بأن اللّه تعالى ينتصف للشاة الجماء من الشاة القرناء [1]، فدل ذلك على أن العوض على المؤلم و ان لم يكن عاقلا.
و العوض يستحق منقطعا، لأنه لو استحق دائما لما حسن تحمل ألم في الشاهد لمنافع منقطعة كما لا يحسن منها تحمله من غير عوض و قد علمنا حسنه،
[1] ورد في بحار الأنوار 7- 245 حديث عن النبي (صلى اللّه عليه و آله و سلم) انه قال «ينتصف للجماء من القرناء».
نام کتاب : الاقتصاد الهادي إلى طريق الرشاد نویسنده : الشيخ الطوسي جلد : 1 صفحه : 91