responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الاقتصاد الهادي إلى طريق الرشاد نویسنده : الشيخ الطوسي    جلد : 1  صفحه : 19

يكون هو أو محله في جهة، و ذلك يقتضي كونه جسما أو حالا في جسم، و هكذا يقتضي حدوثه و قد علم أنه قديم.

و إذا علم أنه عالم بجميع المعلومات، و علم كونه غنيا، علم أن جميع أفعاله حكمة و صواب و لها وجه حسن و ان لم نعلمه مفصلا، لان القبيح لا يفعله الا من هو جاهل بقبحه أو محتاج اليه و كلاهما منتفيان عنه، فيقطع عند ذلك على حسن جميع أفعاله من خلق الخلق و التكليف و فعل الالام و خلق المؤذيات من الهوام و السباع و غير ذلك.

و يعلم أيضا عند ذلك صحة النبوات، لأن النبي إذا ادعى النبوة و ظهر على يده علم معجز يعجز عن فعله جميع المحدثين علم أنه من فعل اللّه و لولا صدقه لما فعله، لان تصديق الكذاب لا يحسن، و قد أمن ذلك بكونه عالما غنيا.

فاذا علم صدق الأنبياء بذلك علم صحة ما أتوا به من الشرعيات و العبادات، لكونهم صادقين على اللّه و أنه لا يتعبد الخلق الا بما فيه مصلحتهم.

و إذا ثبتت له هذه العلوم فتشاغل بالعبادة أو بالمعيشة و لم تخطر له شبهة و لا أورد عليه ما يقدح فيما علمه و لا فكر هو في فروع ذلك لم يلزمه أكثر من ذلك.

و متى أورد عليه شبهة فان تصورها قادحة فيما علمه يلزمه حينئذ النظر فيها حتى يحلها ليسلم له ما علمه، و ان لم يتصورها قادحة و لا اعتقد أنها تؤثر فيما علمه لم يلزمه النظر فيها و لا التشاغل بها.

و هذه أحوال أكثر العوام و أصحاب المعايش و المترفين، فإنهم ليس يكادون يلتفتون الى شبهة تورد عليهم و لا يقبلونها و لا يتصورونها قادحة فيما اعتقدوه بل ربما أعرضوا عنها و استغفروا عن سماعها و إيرادها و قالوا: لا تفسدوا علينا ما علمناه. و قد شاهدت جماعة هذه صورتهم.

نام کتاب : الاقتصاد الهادي إلى طريق الرشاد نویسنده : الشيخ الطوسي    جلد : 1  صفحه : 19
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست