نام کتاب : الاقتصاد الهادي إلى طريق الرشاد نویسنده : الشيخ الطوسي جلد : 1 صفحه : 141
معصيته، سواء كان صغيرا أو كبيرا. و فيهم من ذهب الى أن الايمان هو التصديق بالقلب و اللسان معا، و الكفر هو الجحود بهما.
و في أصحابنا من قال: الايمان هو التصديق بالقلب و اللسان و العمل بالجوارح، و عليه دلت كثير من الاخبار المروية عن الأئمة (عليهم السلام).
و قالت المعتزلة: الايمان اسم للطاعات، و منهم من جعل النوافل و الفرائض من الايمان، و منهم من قال النوافل خارجة عن الايمان.
و الإسلام و الدين عندهم شيء واحد، و الفسق عندهم عبارة عن كل معصية يستحق بها العقاب، و الصغائر التي تقع عندهم مكفرة لا تسمى فسقا.
و الكفر عندهم هو ما يستحق به عقاب عظيم، و أجريت على فاعله أحكام مخصوصة، فمرتكب الكبيرة عندهم ليس بمؤمن و لا كافر بل هو فاسق.
و قالت الخوارج تقريب من قول المعتزلة الا أنهم لا يسمون الكبائر كلها كفرا [1]، و فيهم من يسميها شركا. و الفضيلية منهم يسمي كل معصية كفرا صغيرة كانت أو كبيرة.
و الزيدية من كان منهم على مذهب الناصر يسمون الكبائر كفر نعمة، و الباقون يذهبون مذهب المعتزلة.
و الذي يدل على ما قلناه أولا هو أن الايمان في اللغة هو التصديق، و لا يسمون أفعال الجوارح ايمانا، و لا خلاف بينهم فيه. و يدل عليه أيضا قولهم «فلان يؤمن بكذا و كذا و فلان لا يؤمن بكذا» و قال تعالى «يُؤْمِنُونَ بِالْجِبْتِ وَ الطّٰاغُوتِ»[2] و قال «وَ مٰا أَنْتَ بِمُؤْمِنٍ لَنٰا»[3] أي بمصدق، و إذا كان فائدة هذه
[1] في ر «اللهم الا أنهم يسمون الكبائر كلها كفرا».