فداؤك نفسي و من لي بذاك* * * و لو أن مولى بعبد فدي
و ليت سبقت فكنت الشهيد* * * أمامك يا صاحب المشهد
أنا العبد والاكم عقده* * * إذا القول بالقلب لم يعقد
و فيكم ولائي و ديني معا* * * و إن كان في فارس مولدي
و قوله أيضا:
أيها العاتب ما ذاك* * * و ما أعرف ذنبي
أ تظن الدمع دينا* * * تتقاضاه بعتبي
إن تكن أنكرت حفظي* * * لك و ارتبت بحبي
فبعين الله يا ظالم* * * عيناي و قلبي.
و قوله:
يلحى على البخل الشحيح بماله* * * أ فلا تكون بماء وجهك أبخلا
أكرم يديك عن السؤال فإنما* * * قدر الحياة أقل من أن تسألا
و لقد أضم إلي فضل قناعتي* * * و أبيت مشتملا بها متزملا
و إذا امرؤ أفنى الليالي حسرة* * * و أمانيا أفنيتهن توكلا
و قال ابن خلكان: «مهيار بن مرزويه، الكاتب الفارسي الديلمي الشاعر المشهور .. كان جزل القول، مقدما على أهل وقته، و له ديوان شعر كبير يدخل في أربع مجلدات .. ذكره الخطيب في تاريخ بغداد و أثنى عليه .. و ذكره أبو الحسن الباخرزي في دمية القصر، فقال: هو شاعر، له في مناسك الحج مشاعر، و كاتب تجلى تحت كل كلمة من كلماته كاعب، و ما في قصيدة من قصائده بيت يتحكم عليه بلو و ليت (و هي مصبوبة في قالب القلوب و بمثلها يعتذر الزمان المذنب عن الذنوب). ثم قال ابن خلكان: توفي في سنة (428)».