بكفه خيزران ريحها عبق* * * من كف أروع في عرنينه شمم
مشتقة من رسول الله نبعته* * * طابت عناصره و الخيم و الشيم
ينجاب نور الهدى عن نور غرته* * * كالشمس ينجاب عن إشراقها الظلم
حمال أثقال أقوام إذا فدحوا* * * حلو الشمائل تحلو عنده النعم
هذا ابن فاطمة إن كنت جاهله* * * بجده أنبياء الله قد ختموا
الله فضله قدما و شرفه* * * جرى بذاك له في لوحه القلم
من جده دان فضل الأنبياء له* * * و فضل أمته دانت له الأمم
عم البرية بالإحسان و انقشعت* * * عنها العماية و الإملاق و العدم
كلتا يديه غياث عم نفعهما* * * يستوكفان و لا يعروهما عدم
سهل الخليقة لا تخشى بوادره* * * تزينه الخصلتان الخلق و الكرم
لا يخلف الوعد ميمون نقيبته* * * رحب الفناء أريب حين يعترم
من معشر حبهم دين و بغضهم* * * كفر و قربهم منجى و معتصم
يستدفع السوء و البلوى بحبهم* * * و يسترب به الإحسان و النعم
مقدم بعد ذكر الله ذكرهم* * * في كل يوم و مختوم به الكلم
إن عد أهل التقى كانوا أئمتهم* * * أو قيل من خير أهل الأرض قيل هم
لا يستطيع جواد بعد غايتهم* * * و لا يدانيهم قوم و إن كرموا
هم الغيوث إذا ما أزمة أزمت* * * و الأسد أسد الشرى و البأس محتدم
يأبى لهم أن يحل الذم ساحتهم* * * خيم كريم و أيد بالندى هضم
لا ينقص العسر بسطا من أكفهم* * * سيان ذلك إن أثروا و إن عدموا
أي الخلائق ليست في رقابهم* * * لأولية هذا أو له نعم
من يعرف الله يعرف أولية ذا* * * فالدين من بيت هذا ناله الأمم
قال: فغضب هشام و أمر بحبس الفرزدق فحبس بعسفان بين مكة و المدينة، فبلغ ذلك علي بن الحسين(ع)، فبعث إليه باثني عشر ألف