و كان في أول أمره قبطيا. ففي حلية الأولياء:
أسلم قبل بدر، و كان يكتم اسلامه مع العباس. و قال ابن عبد البرّ: و شهد أبو رافع أحدا
و الخندق و ما بعدهما و لم يشهد بدرا، و كان اسلامه قبل بدر إلّا أنه كان مقيما بمكة.
و هو أول من صنّف في الحديث النبوي، و كان رحمه
اللّه ثقة، لزم أمير المؤمنين عليه السّلام، و كان من خيار شيعته و حافظ بيت المال
بالكوفة.
روى النجاشي في كتابه عدّة أحاديث تدل على علو
منزلته و رفعته.
و روى الشيخ الطوسي رحمه اللّه في أماليه بسنده
عن أبي رافع قال: دخلت على رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و هو نائم أو يوحى إليه،
و اذا حية في جانب البيت فكرهت أن أقتلها فأوقظه، فاضطجعت بينه و بين الحية حتى اذا
كان منها سوء يكون إلي دونه، فاستيقظ و هو يتلو هذه الآية: (إِنَّما وَلِيُّكُمُ
اللَّهُ وَ رَسُولُهُ وَ الَّذِينَ آمَنُوا الَّذِينَ يُقِيمُونَ الصَّلاةَ وَ يُؤْتُونَ
الزَّكاةَ وَ هُمْ راكِعُونَ) ثمّ قال: «الحمد للّه الذي أكمل لعلي منيته
و هنيئا لعلي بتفضيل اللّه إياه».
ثمّ التفت فرآني إلى جانبه فقال: «ما اضجعك هنا
يا أبا رافع؟»، فاخبرته خبر الحية. فقال: «قم إليها فاقتلها»، فقتلتها، ثمّ أخذ رسول
اللّه صلّى اللّه عليه و آله بيدي فقال: «يا أبا رافع كيف أنت و قوم يقاتلون عليا و
هو على الحق و هم على الباطل، يكون في حق اللّه جهادهم، فمن لم يستطع جهادهم فبقلبه،
فمن لم يستطع فليس وراء ذلك شيء».
فقلت: ادع لي إن ادركتهم أن يعينني و يقويني
على قتالهم.
فقال: «اللهم إن أدركهم فقوه و أعنه»، ثمّ خرج
الى الناس فقال: «أيها الناس من أحب أن ينظر إلى أميني على نفسي و أهلي فهذا أبو رافع
أميني على نفسي».
انظر: أمالي الشيخ الطوسي 1: 58، احقاق الحق
7: 334، الاستيعاب (المطبوع بهامش الاصابة) 1: 85 باب أسلم و 4: 68 باب الكنى، الاصابة
1: 38 و 674، تأسيس الشيعة لعلوم الإسلام: 278، حلية الأولياء 1: 183، رجال الشيخ الطوسي:
5، رجال النجاشي 1: 61، الطبقات الكبرى 4: 73، معجم رجال الحديث 1: 175، نضد الإيضاح:
373.
[1] المجاشعي الحنظلي، نسبة إلى مجاشع بن دارم
بن مالك بن حنظلة بن مالك بن زيد مناة بن تميم. و هو من خواص أمير المؤمنين عليه السلام،
و عمّر بعده. قال ابن سعد عنه: إنه كان كثير الحب لعلي، و كان رجلا فاضلا كثير الرواية
متقنا في حديثه، من كبار التابعين، له روايات كثيرة في فنون أبواب الفقه و التفسير
و الحكم، ولّاه على مصر، و شهد معه حرب الجمل و صفين، و هو من جملة شرطة الخميس.-
نام کتاب : إيضاح الاشتباه نویسنده : العلامة الحلي جلد : 1 صفحه : 80