وكان معاذ المذكور صديقا للكميت بن زيد الشاعر المشهور، قال محمدبن سهل رواية الكميت سار الطرماح الشاعر إلى خالد بن عبدالله القسري امير العراقين وهو بواسط فامتدحه فأمرله بثلاثين ألف درهم وخلع عليه حلتي وشي لاقيمة لهمافبلغ ذلك الكميت فعزم على قصده، فقال له معاذ الهراء لاتفعل فلست كالطرماح فانه ابن عمه وبينكما بون أنت مضري وخالد يمني متعصب على مضر وأنت شيعي وهو أموي، وأنت عراقى وهو شامي فلم يقبل إشارته وابى إلا قصد خالد فقصده، فقالت اليمانية لخالد قدجاء الكميت، وقدهجانا بقصيدة نونية قدخرق فيها علينا فحبسه خالد وقال في حبسه صلاح لانه يهجو الناس ويتأكلهم فبلغ ذلك معاذا فغمه فقال:
نصحتك والنصيحة إن تعدت * هوى المنصوح عزله القبول
فخالفت الذي لك فيه رشد * فغالت دونك مااملت غول
فبلغ الكميت قوله فكتب اليه:
أراك كمهدي الماء للبحر حاملا * إلى الرمل من يبرين[2] متجرارملا