نام کتاب : الفوائد الرجالية (رجال السيد بحر العلوم) نویسنده : السيد بحر العلوم جلد : 4 صفحه : 48
ذلك في زماني فأعرف لك قدرك و أتجاوز عن ذلك، و لكنني-و اللّه- أتخوف أن تبتلي بمن لا ينظرك فواق ناقة [1] و كتب في أسفل كتابه:
يا حسين بن علي ليس ما # جئت بالسائغ يوما في العلل
أخذك المال و لم تؤمر به # إن هذا من حسين لعجل
قد أجزناها و لم نغضب لها # و احتملنا من حسين ما فعل
يا حسين بن علي ذا الأمل # لك بعدى وثبة لا تحتمل
و بودي انني شاهدها # فإليها منك بالخلق الأجل
إنني ارهب أن تصلى بمن # عنده قد سبق السيف العذل
إنني ارهب أن تصلى بمن # عنده قد سبق السيف العذل
قال ابن أبى الحديد: و هذه سعة صدر و فراسة صادقة [2] .
قلت: و الحكاية الثانية-عندنا-من الأكاذيب الباطلة، فان مقام الحسين-عليه السلام-يجل عن هذه الدنية و يأبى تصديق تلك القضية، فان الدنيا كلها، و ان كانت له و ليس لمعاوية في العير و لا في غيرها فتيل و لا نقير، إلا أن الحال قد كانت حال مسالمة و موادعة، و التوثب على اخذ المال شنيع في مثل هذه الحال. و ليس ذلك كتعرض النبي-ص-لعير قريش، و لا كتعرضه (ع) للورس المحمول الى يزيد من اليمن، فانهما قد وقعا حال المباينة و الاختلاف، بخلاف الأولى، و لو لم يمنع من ذلك إلا كف ألسنة المخالفين له و المبتغين سبيل الطعن عليه لكفى إلا أن يسلك بذلك سبيل المطايبة و المعابثة. و فيه حزازة أخرى
و أما الحكاية الأولى المتعلقة بهاني، فالظاهر. أنها كذلك. و كيف يقول
[1] الفواق-كغراب-ما بين الحلبتين من الوقت أو ما بين فتح يدك و قبضها على الضرع (القاموس) و يضرب مثلا للمبالغة في السرعة.
[2] راجع: الحكايتين بنصهما في (ج 18 ص 407-409) طبع دار احياء الكتب العربية بمصر.
نام کتاب : الفوائد الرجالية (رجال السيد بحر العلوم) نویسنده : السيد بحر العلوم جلد : 4 صفحه : 48