و هذه الأحاديث تدل على عظم منزلة الصدوق-رضى اللّه عنه-و كونه أحد دلائل الامام-عليه السلام-فان تولده مقارنا للدعوة، و تبينه بالنعت و الصفة من معجزاته-صلوات اللّه عليه-و وصفه بالفقاهة و النفع و البركة -دليل على عدالته و وثاقته، لأن الانتفاع الحاصل منه-رواية و فتوى- لا يتم إلا بالعدالة التي هي شرط فيهما فهذا توثيق له من الامام و الحجة -عليه السلام-و كفى حجة على ذلك.
و قد نص على توثيقه جماعة من علمائنا الأعلام، منهم: الفقيه الفاضل محمد بن ادريس--رحمه اللّه-في (السرائر) و (المسائل) ، و السيد الثقة الجليل علي بن طاوس-رحمه اللّه-في (فلاح السائل و نجاح الآمل) و في كتاب النجوم، و الاقبال، و غياث سلطان الورى لسكان الثرى و العلامة-رحمه اللّه-في (المختلف) و (المنتهى) و الشهيد-قدس سره-في (نكت الارشاد) و (الذكرى) و السيد الداماد، و الشيخ البهائي-رحمه اللّه-و المحدث التقي المجلسي، و الشيخ الحر العاملي، و الشيخ عبد النبي الجزائري و غيرهم.
و يدل على ذلك-مضافا الى ما ذكر-: إجماع الأصحاب على نقل أقواله و اعتبار مذاهبه في الاجماع و النزاع، و قبول قوله في التوثيق و التعديل و التعويل على كتبه، خصوصا: كتاب (من لا يحضره الفقيه) فانه احد الكتب الأربعة التي هي في الاشتهار و الاعتبار كالشمس في رابعة النهار.
و أحاديثه معدودة في الصحاح من غير خلاف و لا توقف من أحد، حتى أن الفاضل المحقق الشيخ حسن بن الشهيد الثاني-مع ما علم من طريقته
[1] راجع: كتاب الغيبة (ص 194-ص 195) طبع النجف الأشرف.
نام کتاب : الفوائد الرجالية (رجال السيد بحر العلوم) نویسنده : السيد بحر العلوم جلد : 3 صفحه : 299