responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : شرح أصول فقه نویسنده : الجواهري، محمد حسن    جلد : 1  صفحه : 73

..........................................................................
ـ
فقد عرّف المصنف ; الوضع بتعريف المشهور مع مسامحة في التعبير حيث قال: الوضع: تخصيص لفظٍ لمعنى خاصّ، وجعل هذا اللفظ مقابل هذا المعنى للدلالة عليه، كأن يضع شخص اسم مولوده الجديد عليّاً، فإنّ هذا الجعل والتخصيص يوجب تعيين هذا اللفظ لهذا المعنى واختصاصه به.

والمقصود من وضع اللفظ إزاء المعنى هو وضعه لنفس المفاهيم والماهيات مع قطع النظر عن الوجود الخارجي والذهني، فالواضع حين الوضع يضع لفظ العنب ـ مثلاً ـ لذات العنب ولم يضعه لوجود العنب الخارجي أو الذهني؛ وذلك لأنّ الغرض من الوضع هو حضور المعنى عند سماع اللفظ في ذهن المخاطب، فلو وضع اللفظ للوجود الخارجي ـ أي: كان المعنى هو الوجود الخارجي ـ لاستحال إحضار هذا الوجود في ذهن المخاطب؛ لأنّ ما كان موطنه في الخارج يمتنع أن يكون موطنه في الذهن، وهذا ما اصطلح عليه بأنّ المقابل لا يقبل المقابل، ولو وضع للوجود الذهني؛ ـ أي: كان المعنى هو الصورة الذهنية ـ لاستحال إحضار هذا الوجود في ذهن المخاطب أيضاً؛ لأنّ الوجود الذهني ـ أعني: صورة العنب الموجودة في ذهن المتكلّم في المثال ـ لا يقبل أن يوجد بنفسه بوجود ذهني في ذهن الغير، فهما وجودان مستقلان وليسا وجوداً واحداً، وهذا ما اصطلح عليه بأنّ المماثل لا يقبل المماثل.

وعليه فيكون وجود المعنى في عالم المعنى لا عالم الذهن ولا عالم الخارج،

نام کتاب : شرح أصول فقه نویسنده : الجواهري، محمد حسن    جلد : 1  صفحه : 73
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست