الحمد لله ربّ العالمين والصلاة
والسلام على خير خلقه محمّد وآله الطيّبين الطاهرين.
تمتاز مدرسة أهل البيت * بتلقّي
معارفها الدينيّة وأحكامها الشرعيّة من معين صاف مرتبط بالوحي، وقد قال الإمام
الصادق 7: «حديثي حديث أبي، وحديث أبي حديث جدّي، وحديث جدّي حديث الحسين، وحديث
الحسين حديث الحسن، وحديث الحسن حديث أمير المؤمنين 7، وحديث أمير المؤمنين حديث
رسول الله |، وحديث رسول الله قول الله عزّ وجلّ»[1]، وكان منهج الأئمة * بيان
الأحكام والمعارف من الكتاب والسنّة لأتباعهم ليتسنّى لهم التكامل الديني
والمعرفي، ويجد المتأمّل في منهجية أهل البيت * أنّها لا تقتصر دائماً على بيان
الجزئيات بل قد تتضمّن قواعد عامّة يقوم بعض أتباع الأئمة * بتفريعها من أجل
الوصول إلى الحكم الشرعي، فقد ورد عن الإمام الصادق 7 أنّه قال: «إنّما علينا أن
نلقي إليكم الأصول، وعليكم أن تفرّعوا»[2]، فأرسوا فيهم فنّ استنباط
الأحكام حسب موازين علميّة وأطر شرعية رسموا من خلالها كيفيّة التعامل مع
الروايات، وطرق رفع التعارض بينها، ومنع سلوك بعض الطرق الخاطئة من قبيل