الأوّل: ظهور
الجملة
الخبريّة الدالّة على الطلب في الوجوب
اعلم أنّ الجملة الخبريّة في مقام إنشاء الطلب شأنها شأن صيغة
«إفْعَل» في ظهورها في الوجوب(1)، كما أشرنا إليه سابقاً بقولنا: «صيغة إفْعَل وما شابهها».
والجملة الخبريّة مثل قول: يغتسل، يتوضّأ، يصلّي(2)،
بعد السؤال عن
ـ
1) إنّ
الجمل الخبريّة في مقام الطلب هي من سنخ الأوامر، وقد تقدّمت إشارة المصنّف ; إلى
ذلك بقوله: «والخلاف يشمل صيغة إفْعَل وما شابهها»، وبناء عليه فكما أنّ
صيغة الأمر ظاهرة في الوجوب فكذلك الجمل الخبريّة المستعملة في مقام إنشاء الطلب
تكون ظاهرة في الوجوب أيضاً؛ لأنّ حكم الأمثال فيما يجوز وفيما لا يجوز واحد، نعم
يُشترط نصب قرينة على إرادة الطلب منها كما سيأتي.
2)
تنبيه: إنّ استعمال الفعل الماضي في الطلب من قبيل قولك: رحمك الله، غير شائعٍ، خصوصاً في الروايات الواردة من الأئمّة
*، فلا يُقال ـ مثلاً ـ «صلّيت»، بل يُقال: تصلّي، وقد بيّن الشهيد الصدر ; وجه
ذلك بما نصّه: «والسّر في ذلك أنّ الطلب الحقيقي لا يُناسب الفعل الماضي الّذي
يدلّ على الفراغ عن تحقّق الفعل ومضيّه بخلاف الدعاء، نعم إذا ما قُلب الماضي إلى
المضارع بإيقاعه في سياق الشرط أصبح مناسباً مع مقام الطلب الحقيقي»[269].