............................................................................
ـ
مسافراً بالأمس باعتبار تحقّق سفره في ذلك الحين بأن يُقال: زيد كان مسافراً، أو في الحاضر من قبيل حمل مسافر على زيد الآن باعتبار تحقّق السفر منه في الحاضر بأن يُقال: زيد مسافر، أو في المستقبل من قبيل: حمل مسافر على زيد الذي سيكون
مسافراً غداً باعتبار تحقّق السفر منه في الغد بأن يُقال: زيد سيكون مسافراً، ففي جميع هذه الأمثلة الثلاثة تكون الذات متلبسة بالمبدأ في حال النسبة والإسناد حقيقة، بمعنى أنّ زيداً متلبّس بالسفر حقيقة عند إسناد السفر إليه في الأزمنة الثلاثة.

أو أنّه حقيقة في الأعمّ، أعني: الذات المتلبسة بالمبدأ في حال النسبة ـ بأمثلتها الثلاثة ـ والذات المنقضي عنها المبدأ في حال النسبة[235]، من قبيل إسناد السفر إلى زيد الآن مع أنّ زيداً كان مسافراً بالأمس، فيُقال: زيد مسافر، فزمان النسبة الآن، والذات ـ وهي «زيد» ـ غير متلبسة بالسفر فعلاً، بل كانت متلبسة بالأمس.

ثانياً: ليس المقصود من الحال هو «حال التلبّس»؛ لأنّ المشتق يكون حقيقة فيه مطلقاً عند لحاظ زمان التلبّس كما تقدّم، فلا يبقى مورداً للخلاف.

ثالثاً: ليس المقصود من الحال «حال النطق»؛ لأنّه يستلزم التالي الفاسد، وهو لزوم المجازية في مثل: «كان زيد مسافراً أمس، وسيكون زيد مسافراً
غداً»، لأنّ حال النطق هو فعلي وحال التلبّس في المثال الأوّل قد حدث في الزمان الماضي وفي المثال الثاني سيحدث في المستقبل، مع أنّ الاستعمال حقيقي؛ لاتّحاد حال التلبّس وحال النسبة في كلا المثالين، وكلّما اتّحد حال

[235] قوانين في الأصول: 77، قوله: والحاصل أنّ تحقّق المبدأ شرط في صحّة...