ذهب
المعتزلة وجماعة من المتأخّرين من أصحابنا إلى الأوّل(1)، وذهب
الأشاعرة
ـ
أن تكون الذات متّصفة بالمبدأ حالاً، من قبيل:
إطلاق «مسافر»[203] على «زيد»[204] حين سفره[205]، ويكون هذا الإطلاق إطلاقاً حقيقياً
بالإجماع؛ لأنّه استعمال للفظ فيما وضع له.
النحو الثاني:
قد يُطلق المشتقّ على الذات غير المتلبّسة بالمبدأ في الحال، ولكنّها ستتلبّس به
في المستقبل، بمعنى ألّا تكون الذات متّصفة بالمبدأ فعلاً، إلّا أنّها ستتّصف به
في المستقبل، من قبيل: إطلاق «مسافر» على «زيد» باعتبار أنّه سيسافر غداً، ويكون
هذا الإطلاق إطلاقاً مجازيّاً بالإجماع أيضاً.
النحو الثالث:
قد يُطلق المشتقّ على الذات غير المتلبّسة بالمبدأ بالفعل، ولكنّها كانت متلبّسة
به سابقاً، بمعنى ألّا تكون الذات متّصفة بالمبدأ فعلاً، إلّا أنّها كانت متّصفة به في الزمان الماضي، من قبيل: إطلاق
«مسافر» الآن على «زيد» مع أنّه قد رجع من سفره، وقد وقع الخلاف في هذا الإطلاق
بأنّه مجاز أو حقيقة؟
1) منهم
الميرزا النائيني، والسيد الخوئي، والمحقّق الأصفهاني، والسيد الخميني[206].
[206] أجود التقريرات
1: 79، قوله: بل الحقّ هو الوضع لخصوص المتلبّس...، غاية المأمول 1: 198، قوله:
الظاهر كما ذكره صاحب الكفاية...، نهاية الدراية 1: 190، قوله: فالصحيح أنّ الوصف
موضوع لنحو...، مناهج الوصول 1: 213، قوله: أذا عرفت ما ذُكر...