المتداولة
عندها تبعاً لها(1) ولا بدّ أن يرتكز في ذهنه معنى اللفظ ارتكازاً
يستوجب انسباق ذهنه إلى المعنى عند سماع اللفظ، وقد يكون ذلك الارتكاز من دون التفات
تفصيليّ إليه وإلى خصوصيّات المعنى(2)، فإذا أراد الإنسان معرفة المعنى
وتلك الخصوصيّات وتوجّهت نفسه إليه(3)، فإنّه يُفتّش عمّا هو مرتكز في
نفسه من المعنى فينظر إليه مستقلاً عن القرينة، فيرى أنّ المتبادر من اللفظ الخاصّ
ما هو من معناه الارتكازي، فيعرف أنّه حقيقة فيه(4).
1) لأنّه محتاج إلى التواصل مع
الآخرين لأجل تفهيم مقاصده المضمرة.
2) من حيث سعة المعنى وضيقه، فلا
يركّز على أنّ هذا اللفظ هل هو واسع يشمل أفراداً كثيرة أو أنّه ضيّق يشمل أفراداً
قليلة[115].
3) توجّهاً إجمالياً لا
تفصيليّاً، ولذلك تراه يُفتّش عن المعنى التفصيلي للّفظ في مرتكزاته الذهنيّة،
وليس المقصود هو التوجّه الفعلي والتفصيلي للمعنى، وإلّا فإن علم بالمعنى الفعلي والتفصيلي للّفظ، فعَن أيّ
شيء يُفتّش في ذهنه؟
4) فيوجد في المقام علمان:
الأوّل:
العلم الإجمالي الارتكازي، وهو العلم الذي يلحظ المعاني المخزونة في الذهن لحاظاً
كلّياً من دون التوجّه إلى تفاصيلها.
الثاني:
العلم التفصيلي، وهو العلم الذي يحصل عند انسباق الذهن إلى