responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الواضح في شرح العروة الوثقى - ط آل البيت نویسنده : الجواهري، الشيخ محمد    جلد : 1  صفحه : 24


الْكَفِرِينَ ) التوبة : 37 ، فقال بعض علماء التفسير : كانوا يجعلون السنة ثلاثة عشر شهراً ، فيجعلون المحرم صفراً فيستحلون فيه الحرمات ، فانزل الله ( إِنَّمَا النَّسِىءُ زِيَادَةٌ فِى الْكُفْرِ ) « تفسير الطبري 10 : 93 » وكان المشركون يسمون الأشهر ذو الحجة ، والمحرم ، وصفر ، وربيع ، وربيع ، وجمادي ، وجمادي ، ورجب ، وشعبان ، ورمضان ، وشوال ، وذو القعدة ، وذو الحجة ، يحجون فيه مرة ثمّ يسكتون عن المحرم فلا يذكرونه ، ثمّ يعودون فيسمون صفر صفر ثمّ يسمون رجب جمادي الآخر ، ثم يسمون شعبان رمضان ، ثمّ يسمون رمضان شوالاً ، ثمّ يسمون ذا القعدة شوالاً ثمّ يسمون ذا الحجة ذا القعدة ، ثم يسمون المحرم ذا الحجة فيحجون فيه واسمه عندهم ذو الحجة ، ثمّ عادوا بمثل هذه القصة ، فكانوا يحجون في كل شهر عامين ، حتّى وافق حجّة أبي بكر . . . الآخر من العامين في ذي القعدة ، ثمّ حج النبي 6 حجته التي حج فوافق ذا الحجة ، فذلك حين يقول النبي 6 في خطبته : إن الزمان قد استدار كهيئته يوم خلق الله السماوات والأرض « تفسير الطبري 10 : 92 وما بعدها » فالنسيء هو المحرم ، وكان يحرم المحرم عاماً ويحرم صفر عاماً ، وزيد صفراً في آخر الأشهر الحرم ، وكانوا يؤخرون الشهور حتى يجعلوا صفر المحرم فيحلوا ما حرم الله . . . » المفصل في تاريخ العرب قبل الإسلام 8 : 495 - 496 . وليس من المهم ان يعدّ الدكتور المذكور تفسير النسيء بالمعنى الثاني تكلفاً إلاّ أن المهم إن إرسال كون العرب كانوا يحسبون السنين بالحساب الشمسي ويأتون بالحج على هذا النحو ومنه قوله تعالى : ( إِنَّمَا النَّسِىءُ زِيَادَةٌ فِى الْكُفْرِ ) كل ذلك مبتن على قيل لم يثبت حتى يصح حمل الصحيحة عليه . بل ذكر الدكتور المذكور في المفصل « وقد بحث عدد من المستشرقين في حساب السنين عند الجاهليين وفي النسيء فجاؤوا بآراء متباعدة غير متفقة لكل واحد منهم رأي ومذهب في طريقة العرب قبل الإسلام في حساب الشهور وفي السنين القمرية والشمسية والكبس والنسيء ، وقد ناقشها ولخصها ( نالينو ) في كتابه « علم الفلك تاريخه عند العرب في القرون الوسطى » وهو ممن يرون أن البحث في هذا الموضوع صعب عسير ، وأن البت فيه غير ممكن في الزمن الحاضر لقلة الموارد وعدم وجود أخبار وروايات واضحة صريحة يمكن أن يستند إليها في إبداء رأي علمي ناضج في الموضوع » المفصل في تاريخ العرب قبل الإسلام 8 : 505 .
ولذا ذكر السيد الطباطبائي في تفسير الميزان في تفسير قوله تعالى : ( إِنَّمَا النَّسِىءُ زِيَادَةٌ فِى الْكُفْرِ ) والذي يظهر من الكلام المسرود في الآية أنه كانت لهم فيما بينهم سنّة جاهلية في أمر الأشهر الحرم وهي المسماة بالنسيء ، وهو يدل بلفظه على تأخير الحرمة من شهر حرام إلى بعض الشهور غير المحرمة الذي بعده ، وأنهم كانوا يؤخرون الحرمة ولا يبطلونها برفعها من أصلها ، لإرادتهم بذلك أن يتحفظوا على سنّة قومية ورثوها عن اسلافهم عن إبراهيم 7 . . . فالظاهر أن النسيء الذي تذكره الآية عنهم ب‌ ( إِنَّمَا ) هو تأخير حرمة الشهر الحرام للتوسل بذلك إلى قتال فيه لا لتأخير الحجّ الذي هو عبادة دينية مختصة ببعضها ، وهذا كله يؤكد ما ذكروه : أن العرب كانت تحرّم هذه الأشهر الحرام ، وكان ذلك مما تمسكت به من ملة إبراهيم وإسماعيل 8 ، وهم كانوا أصحاب غارات وحروب فربما كان يشق عليهم أن يمكثوا ثلاثة أشهر متوالية لا يغزون فيها فكانوا يؤخرون تحريم المحرم إلى صفر فيحرّمونه ويستحلون المحرم فيمكثون بذلك زماناً ثمّ يعود التحريم إلى المحرّم ، ولا يفعلون ذلك أي إنساء المحرم إلى صفر إلاّ في ذي الحجة ، وأما ما ذكره بعضهم من أن النسيء هو ما كانوا يؤخرون الحجّ من شهر إلى شهر فمما لا ينطبق على لفظ الآية البتة ، وسيجئ تفصيل الكلام فيه في البحث الروائي » وقال في البحث الروائي : « ومحصله على ما فيه


نام کتاب : الواضح في شرح العروة الوثقى - ط آل البيت نویسنده : الجواهري، الشيخ محمد    جلد : 1  صفحه : 24
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست