من خلقك، و نعجب له من قدرتك، و نصفه
من عظيم سلطانك، و ما تغيّب عنّا منه، و قصرت أبصارنا عنه، و انتهت عقولنا دونه، و
حالت سواتر الغيوب بيننا و بينه أعظم، فمن فرغ قلبه، و أعمل فكره، ليعلم كيف أقمت
عرشك، و كيف ذرأت خلقك، و كيف علّقت في الهواء سمواتك، و كيف مددت على مور الماء
أرضك رجع طرفه حسيرا، و عقله مبهورا، و سمعه والها، و فكره حائرا.
اللغة
قال الفيومى
(عافاه) اللّه محى عنه الأسقام و العافية اسم منه و هى مصدر جاءت على فاعلة، و
مثله ناشئة اللّيل بمعنى نشوء اللّيل و الخاتمة بمعنى الختم، و العاقبة بمعنى
العقب، و ليس لوقعتها كاذبة و (حسر) البصر حسورا من باب قعد كلّ لطول مدى و نحوه
فهو حسير و (بهره) بهرا من باب نفع غلبه و منه قيل للقمر الباهر لظهوره على ساير
الكواكب و (اله) تحيّر.
الاعراب
جملة لا
تأخذه في محلّ النّصب على الحال، و ما في قوله 7: و ما الّذي نرى
للاستفهام على وجه الاستحقار، و الواو في قوله 7: و ما تغيّب، حاليّة و
ما موصول اسمىّ بمعنى الّذي مرفوع المحلّ على الابتداء و خبره أعظم.
المعنى
اعلم أنّ هذا
الفصل من الخطبة متضمّن لتعظيم اللّه سبحانه و تبجيله
بجملة