و إن كان متوجّها إلى المخاطبين الحاضرين
إلّا أنّ المراد به العموم كساير الخطابات الشّفاهيّة.
استعاره (و سينتقم
اللّه ممّن ظلم مأكلا بمأكل و مشربا بمشرب من مطاعم العلقم و مشارب الصّبر و
المقر) أى يبدل نعمتهم بالنّقمة و مطاعمهم اللّذيذة الشّهية بالمريرة.
قال الشّارح
البحراني: و استعار لفظ العلقم و الصّبر و المقر لما
يتجرّعونه من شدايد القتل و أحوال العدوّ و مرارات زوال الدّولة (و) ينتقم أيضا
ب
(لباس شعار الخوف و دثار السّيف) أى بالخوف اللّازم لهم لزوم الشّعار و
بالسّيف اللّازم عليهم لزوم الدّثار، و تخصيص الشّعار بالخوف و الدّثار بالسيف
لأنّ الخوف باطن في القلوب و السّيف ظاهر في البدن كما أنّ الشّعار ما كان يلي
الجسد من الثّياب و الدّثار ما فوقه فناسب الأوّل بالأوّل و الثّاني بالثّاني (و انّما
هم مطايا الخطيئات و زوامل الآثام) يعنى أنّهم حمّال المعاصي و السّيئات لكون
حركاتهم و سكناتهم كلّها على خلاف القانون الشّرعي.
ثمّ أخبر عن
زوال ملكهم و أتى بالقسم البارّ المؤكّد تنبيها على أنّ المخبر به واقع لا محالة
فقال (فاقسم) باللّه العليم (ثمّ اقسم) به و إنّه لقسم لو تعلمون
عظيم (لتنخمنّها اميّة) أى لتلفظنّ الخلافة بنو أميّة (من بعدى
كما تلفظ النخامة) أى تدفع من الصدر و الأنف (ثمّ لا تذوق) لذّت (ها و لا
تتطعم بطعمها أبدا ما كرّ الجديدان) أى اللّيل و النهار يعني أنّهم لا يجدون
حلاوتها و لا يستلذّون بها و لا ينالون إليها أبدا الدّهر، لأنه تعالى قد أخبر
نبيّه 6 إنّ مدّة ملكهم ألف شهر بقوله:
لَيْلَةُ
الْقَدْرِ خَيْرٌ مِنْ أَلْفِ شَهْرٍ.
و أخبره رسول
اللّه 6 أمير المؤمنين 7 و أولاده
الطاهرين.
روى في
الصافي عن عليّ بن إبراهيم القمّي (ره) قال: رأى رسول اللّه 6 كان قرودا تصعد منبره فغمّه ذلك، فأنزل اللّه سورة القدر: