responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : منهاج البراعة في شرح نهج البلاغة نویسنده : هاشمى خويى، ميرزا حبيب الله    جلد : 9  صفحه : 319

يهتدي به في ظلمات طريق الآخرة بل إنّما يحصل على أغطية من الهيئات البدنيّة و أغشية متحصّلة من الاشتغال بزخارف الدّنيا حاجبة له عن نور البصيرة فلأجل ذلك يكون قد (تحيّر في الظّلمات) و تاه فيها (و ارتبك) أى اختلط (في الهلكات) لا يكاد يتخلّص منها (و مدّت به شياطينه في طغيانه و زينت له سىّ‌ء أعماله) كما قال عزّ من قائل:

إِنَّ الَّذِينَ اتَّقَوْا إِذا مَسَّهُمْ طائِفٌ مِنَ الشَّيْطانِ تَذَكَّرُوا فَإِذا هُمْ مُبْصِرُونَ وَ إِخْوانُهُمْ يَمُدُّونَهُمْ فِي الغَيِّ ثُمَّ لا يُقْصِرُونَ‌.

يعني أنّ الّذين اتّقوا اللّه باجتناب معاصيه إذا طاف عليهم الشّيطان بوساوسه تذكّروا ما عليهم من العقاب بذلك فيجتنبوه و يتركونه فاذاهم مبصرون للرّشد، و إخوان المشركين من شياطين الجنّ و الانس يمدّونهم في الضّلال و المعاصى و يزيدونهم فيه و يزينون ما هم فيه ثمّ لا يقصرون لا يكفّون الشّياطين عن استغوائهم و لا يرحمونهم و قيل: معناه و إخوان الشّياطين من الكفّار يمدّهم الشّياطين في الغىّ ثمّ لا يقصرون هؤلاء مع ذلك كما يقصر الّذين اتّقوا، هكذا في مجمع البيان.

ثمّ ذكر غاية وجود الانسان و قال: (فالجنّة غاية السّابقين و النّار غاية المفرطين) و كفى‌ بالجنّة نعمة لمن طلب، و كفى‌ بالنّار نقمة لمن هرب، و تخصيص‌ الجنّة بالسّابقين و النّار بالمفرطين‌ تنبيها على فضيلة السّبق و رذيلة التّفريط بتقوى الباعث على طلب أشرف الغايتين و الهرب من أخسّهما.

و لمّا كان السّبق إلى‌ الجنّة و النّجاة من النّار لا يحصل إلّا بالتّقوى و بالكفّ عن الفجور أردفه بذكر ثمرات هذين الوصفين و شرح ما يترتّب عليهما من الفضايل و الرّذائل فقال: (اعلموا عباد اللّه أنّ التّقوى دار حصن عزيز و الفجور دار حصن ذليل) قال الشّارح المعتزلي: أى دار حصانة، فأقيم الاسم مقام المصدر هذا و نسبة العزّة و الذّلّة إلى الدّار من التّوسّع باعتبار عزّة من تحصّن بالأوّل و ذلّة من تحصّن بالآخر

نام کتاب : منهاج البراعة في شرح نهج البلاغة نویسنده : هاشمى خويى، ميرزا حبيب الله    جلد : 9  صفحه : 319
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست