responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : منهاج البراعة في شرح نهج البلاغة نویسنده : هاشمى خويى، ميرزا حبيب الله    جلد : 9  صفحه : 261

للامتناع كما قال سبحانه «ثمّ استوى إلى السّماء و هى دخان فقال لها و للأرض ائتيا طوعا أو كرها قالتا أتينا طائعين» و لمّا فرغ من التّحميد و التّمجيد شرع في المقصود فقال 7‌ (و من لطايف صنعته و عجايب خلقته) أى من جملة صنايعه الّتي هى ألطف و أدقّ و أحقّ أن يتعجّب منها (ما أرانا من غوامض الحكمة في هذه الخفافيش) حيث خالف بينها و بين جميع الحيوانات.

و أشار إلى جهة المخالفة بقوله مقابلة- رد العجز الى الصدر- استخدام‌ (الّتي يقبضها الضّياء الباسط لكلّ شي‌ء، و يبسطها الظّلام القابض لكلّ حىّ) لا يخفى ما في هاتين القرينتين من بديع النظم و حسن التّطبيق، و التّقابل بين القبض و البسط في القرينة الاولى و البسط و القبض في الثانيّة ثمّ المقابلة بين مجموع القرينتين بالاعتبار الذي ذكرنا مضافا إلى تقابل‌ الضياء للظّلام‌، ثمّ ردّ العجز إلى الصّدر، فقد تضمّن هذه الجملة على و جازتها وجوها من محاسن البديع مع عظم خطر معناها.

و الضمير في‌ يقبضها و يبسطها إمّا عايد إلى الخفافيش بتقدير مضاف، أو على سبيل الاستخدام، و المراد انقباض أعينها في الضّوء، و ذلك لافراط التحلّل في الرّوح النّوري لحرّ النّهار، ثمّ يستدرك ذلك برد اللّيل فيعود الابصار، و قيل: الأظهر إنّه ليس لمجرّد الحرّ و إلّا لزم أن لا يعرضها الانقباض في الشّتاء إلّا إذا ظهرت الحرارة في الهواء، و في الصيّف أيضا في أوائل النّهار، بل ذلك لضعف في قوّتها الباصرة و نوع من التّضاد و التّنافر بينها و بين النّور كالعجز العارض لساير القوى المبصرة عن النظر إلى جرم الشّمس، و أمّا أنّ علة التنافر ما ذا ففيه خفاء و هو منشاء لتعجّب الّذي يشير إليه الكلام.

و إمّا عائد إليها نفسها فيكون المراد بانقباضها ما هو منشأ اختفائها نهارا و إن كان ذلك ناشيا من جهة الابصار.

(و كيف عشيت أعينها) أى عجزت و عميت‌ (عن أن تستمدّ) و تستعين‌ (من الشّمس المضيئة نورا تهتدى به في مذاهبها) أى طرق معاشها و مسالكها في سيرها و انتفاعها (و) عن أن‌ (تتّصل بعلانية برهان الشّمس) أى دليلها الواضح‌

نام کتاب : منهاج البراعة في شرح نهج البلاغة نویسنده : هاشمى خويى، ميرزا حبيب الله    جلد : 9  صفحه : 261
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست